اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٢ شباط ٢٠٢٥
تستمر إبادة غزة ويستمر تدميرها وتهجيرها، بعد نجاح عملية تبادل الأسرى، أو حتى في حال فشلها، وتستمر عملية تبادل الأسرى الاسرائيليين لدى 'حماس' مع المعتقلين الفلسطينيين لدى اسرائيل.
من الطبيعي أن تحاول حماس 'إطالة' فترة التبادل، كونها تقوم مع كل عملية باستعراض عسكري، يذكِّر الإسرائيليين أنهم لم يحققوا هدفهم من الحرب بالقضاء على 'حماس'، على الرغم من تدمير غزة شبه الكامل.
ليس من المتوقع أن توقف اسرائيل في غزة حربها، ولا قصفها عما قريب، وذلك، على الرغم من المراحل الثلاث لاتفاق تبادل الأسرى.
ما بعد تسلم اسرائيل لآخر أسراها حياً أو ميتاً (لا فرق، كما أكرر) لن يكون كما قبله، وجنون القصف الاسرائيلي على شمال غزة، وعلى رفح… سيكون بمستوى ذروة جنونه السابق.
الأطماع الاسرائيلية
لا الخروج من نتساريم ولا الانسحاب من محور فيلادلفيا، يكفيان لوقف الأطماع الاسرائيلية الأكثر ضرراً للفلسطينيين، والأقل كلفة بشرياً على الجيش الإسرائيلي. ويمكن للولايات المتحدة تزويد اسرائيل ألف مرة 1500 صاروخاً من زنة طن، بعد الحديث عن إمكانية تزويدها بصواريخ زنة 10 طن. وهي أقوى قنبلة غير نووية في العالم!
ليس من المتوقع أن توقف اسرائيل في غزة حربها، ولا قصفها عما قريب، وذلك، على الرغم من المراحل الثلاث لاتفاق تبادل الأسرى
إن فاتورة الجيش الإسرائيلي مرتفعة منذ 7 أكتوبر. والحساب لن يقفل، بالقراءة الاسرائيلية، على قبول اسرائيل باستمرار 'حماس' في السيطرة على غزة وكأن شيئاً لم يكن، وكأن كابوس 7 اكتوبر لم يكن. وهو لا يمكن، بمنظار اسرائيل، أن يتكرر.
وعلى الرغم من تدمير اسرائيل الهائل لغزة، كان يمكن للفاتورة الفلسطينية، أن تكون أكثر قسوة لولا نجاح 'حماس' بالاحتفاظ بالأسرى الاسرائيليين. وهذه المعادلة ستُفقد حماس التوازن، بعد عودة آخر الأسرى الاسرائيليين الى أهله.
وبمعزل عن جدية أو عدم جدية 'ترانسفير' ترامب، وامتلاك الولايات المتحده لغزة، وتحويلها لريفييرا شرق أوسطية (بالإضافة الى إرادة ضم كندا وغرينلاند وبنما…)، فإن أقل الوقائع يؤشر الى ضوء أخضر تدميري من ترامب لنتانياهو، يشمل غزة واليمن والعراق، وصولاً الى طهران… عاجلاً أم آجلاً. وذلك، بعد استكمال 'الأمن الاسرائيلي' في جنوب لبنان اليوم، وغد وبعد غد.
على الرغم من تدمير اسرائيل الهائل لغزة، كان يمكن للفاتورة الفلسطينية، أن تكون أكثر قسوة لولا نجاح 'حماس' بالاحتفاظ بالأسرى الاسرائيليين.
لا يعني أن 'حزب الله' و'حماس' سيستسلمان لمطامع ترامب ولأهواء نتانياهو. ولكن السند الاميركي لاسرائيل جعل ويجعل المعركة غير متكافئة.
وتهدف حرب اسرائيل على 'حزب الله' الى تعطيل دوره العسكري، لا الى إلغائه، والى تقليص دوره في الداخل اللبناني، لا الى إلغائه.
أما الحرب على 'حماس' فهي إلغائية، وهي على أرضها الفلسطينية، أو الاسرائيلية كما تؤمن اسرائيل.
وقد يكون أهون الشرور لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في المرحلة المقبلة، هو تسليم إدارة غزة للسلطة الفلسطينية، بعدما سمح لزمن طويل بدخول الأموال القطرية الكاش 'بالشنط' الى 'حماس' بغية زيادة الانقسام بينها وبين السلطة، بهدف إضعاف الجميع.
استبعاد حلّ الدولتين
ولكن حسابات الحقل لم تتوافق مع حساب البيدر. فاللعب بالنار كثيراً ما يؤدي الى التعرض للحريق، تماماً كما حصل في 7 أكتوبر، أو كما كان قد حصل مع الاميركيين في 11 سبتمبر.
ومع ذلك، فالهدف الأكبر يتضح بترانسفير يريده الاسرائيليون بوضوح، مع استبعاد أي إمكانية لقيام دولة فلسطين، لا في دولة ولا في دولتين.
يختلف مفهوم الربح والخسارة بين اسرائيل وحماس، كما بين اسرائيل و'حزب الله'. فالقضاء على 'حماس' وأسلحتها بعد القضاء على قادتها (كما على 'حزب الله' وقادته) هو الانتصار بالنسبة لاسرائيل. فهي تسعى للانتصار 'النهائي'. أما 'حماس' و'حزب الله'، فيكفيهما وجود نفس حي واستمرار العقيدة وإطلاق بعض الصواريخ للحديث عن انتصار كبير.
اسرائيل، لن تطبق القرار 1701 في لبنان. وستحاول الاستمرار في تواجدها في بعض النقاط الإستراتيجية. أقله على التلال الخمس. وهي تعتبر أيضاً أن 'حزب الله' لا يطبق هذا القرار. أما لجنة الرقابة، فهي تدعم التصرفات الاسرائيلية وتبررها…
في لبنان، بالتوازي مع ارتفاع منسوب التفاؤل مع تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن الوضع 'ما تهزو واقف عا شوار'! أما في غزة، فبعد إطلاق آخر أسير اسرائيلي… للبحث تتمة… ملتهبة!