اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٦ أذار ٢٠٢٥
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، عن نيته تقديم اقتراح إلى الحكومة هذا الأسبوع لإنهاء مهام رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، بسبب ما وصفه بـ'فقدان الثقة المستمر' بينهما. وقد رفض بار طلب نتنياهو بتقديم استقالته طوعًا، مما دفع نتنياهو إلى الدعوة لعقد اجتماع حكومي خاص لمناقشة قرار الإقالة.
من هو رونين بار؟
رونين بار، المولود في 24 كانون الأول 1965، التحق بالجيش الإسرائيلي عام 1984 كمقاتل في وحدة «سييرت متكال» النخبوية.
في عام 1993، انضم إلى جهاز الشاباك كضابط في وحدة العمليات، وتدرج في المناصب حتى عُيّن رئيسًا للجهاز في تشرين الأول 2021. خلال مسيرته، شارك في عمليات بارزة، بما في ذلك عملية اغتيال خليل الوزير (ابو جهاد) عام 1988 في تونس ، وكان له دور في اغتيال أحمد الجعبري عام 2012.
بعد عملية «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول 2023، أعلن بار تحمله المسؤولية عن الإخفاقات الاستخباراتية المتعلقة بالهجوم.
أدوار بار في الحرب على غزة ولبنان
خلال فترة رئاسته للشاباك، لعب بار دورًا محوريًا في العمليات الأمنية الإسرائيلية في غزة ولبنان. بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، أنشأ بار تشكيلًا خاصًا بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي للتركيز على تحديد مواقع الأسرى والمفقودين الإسرائيليين واستعادتهم. كما قاد جهودًا لتعزيز التنسيق الاستخباراتي والعملياتي لمواجهة التهديدات من الجبهتين.
ردود الفعل على قرار الإقالة
أثار إعلان نتنياهو عن نيته إقالة بار ردود فعل متباينة في الساحة السياسية الإسرائيلية. في الائتلاف الحكومي، رحب بعض الوزراء بالقرار، حيث وصفه وزير الاتصالات شلومو كاري بأنه «ضرورة وجودية وفورية»، معتبرًا أن بار «أحد المسؤولين الرئيسيين عن كارثة السابع من أكتوبر».
من جانبه، أشار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى أن «استبدال رئيس الشاباك خطوة ضرورية وكان يجب أن تحدث منذ فترة طويلة».
«قطر غيت»؟
في المقابل، انتقدت المعارضة الخطوة بشدة. رأى زعيم المعارضة يائير لابيد أن نتنياهو يقيل بار «لسبب واحد فقط: تحقيق ‘قطر غيت». وأشار إلى أن بار أعلن سابقًا نيته الاستقالة بعد عودة الأسرى الإسرائيليين، وأن إقالته في هذا التوقيت «تفتقر إلى المسؤولية».
و«قطر غيت» هو مصطلح يشير إلى قضية يُزعم فيها تورط مسؤولين إسرائيليين في تلقي أموال أو تسهيلات مالية من قطر، مقابل اتخاذ مواقف سياسية أو أمنية معينة تصب في مصلحة الدوحة. هذه الفضيحة برزت إلى الواجهة في الأشهر الأخيرة، حيث تشير التقارير إلى أن جهات قطرية قد تكون متورطة في تمويل شخصيات مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو تقديم دعم غير مباشر لصناع القرار في إسرائيل.
وتسببت هذه القضية في تصاعد التوتر داخل الساحة السياسية الإسرائيلية، حيث يزعم معارضو نتنياهو أن إقالة رئيس بار مرتبطة بمحاولته التحقيق في القضية. من جهة أخرى، ينفي أنصار نتنياهو هذه المزاعم، معتبرينها جزءًا من حملة سياسية ضده.
بدوره، وصف بيني غانتس، رئيس حزب «معسكر الدولة»، الإقالة بأنها «ضربة مباشرة لأمن الدولة وتفكيك للوحدة الوطنية لأسباب سياسية وشخصية».
من الجدير بالذكر أن العلاقات بين نتنياهو وبار شهدت توترًا منذ بداية الحرب، خاصة بعد أن دعا بار إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر، مما زاد من حدة الخلافات بينهما.
من سيخلف رونين بار؟
*في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، تُستخدم الأحرف الأولى من الأسماء العبرية كرموز للإشارة إلى كبار المسؤولين، وذلك لأسباب أمنية. في هذا السياق، يُشار إلى نائب رئيس الشاباك الحالي بالحرف 'ش' (ש)، بينما يُشار إلى نائبه السابق بالحرف 'م' (מ).
القاسم المشترك بين المرشحين هو أن كلاهما خبيران في الشؤون العربية وبدأوا مسيرتهم كميدانيين في الاستخبارات، على عكس رئيسي الشاباك السابقين رونين بار ونداف أرغمان، اللذين جاءا من المسار العملياتي.