اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
هناك عدة أسئلة من دون تقديم أجوبة عليها لن يكون ممكناً تبين ولو بالحد الأدنى، طبيعة المرحلة المقبلة….
السؤال الأول هو هل حرب الأيام الـ١٢ التي نشبت بين أميركا وإسرائيل والغرب وبعض حلفاء واشنطن من جهة وبين إيران من جهة ثانية ستؤسس لإبرام اتفاق نووي جديد بين المعسكر العالمي الأول وبين إيران، أم أن حرب الأيام الـ١٢ هي جولة في حرب سيكون لها تتمة عسكرية أبعد أثراً في المقبل من الأيام.
.. بكلام آخر هل العالم اليوم في هدنة بين حربين، وعلى نحو يذكر بهدنة ما بين الحربين العالمتين الأولى والثانية مطالع القرن الماضي؟؟.
هناك دول في 'محور الغرب' تنظر الى إيران على أنها المانيا ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأن الحرب الكبرى الثانية معها حتمية لأن ما يجب الحصول عليه هو ليس أقل من استسلام طهران لإملاءات المجتمع الدولي تماماً كما استسلمت المانيا بعد الحرب العالمية الثانية لإرادة الحلفاء.
.. بالمقابل فإن إيران تعتبر أن ما حصل معها يوم ١٣ حزيران هو مؤامرة وخديعة دولية وأن الحرب التي شنت ضدها هي حرب عالمية وليست مجرد حرب بينها وبين إسرائيل؛ بل هي حرب بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية ومعها إسرائيل ودول كثيرة من حلفاء أميركا والمؤسسات العالمية التي على رأسها وكالة الطاقة الذرية.
وأخطر تطورين حدثا مؤخراً هما: أولاً قبل ١٢ حزيران كانت إيران تعتبر نفسها في أزمة مع المجتمع الدولي ولكنها الآن أصبحت على أبواب قطيعة معه..
ثانياً: يحاول ترامب طرح نفسه على أنه 'الخصم والحكم'، فهو الذي قصف فوردو وهو الذي أوقف إطلاق النار؛ ولكن الخطوة التالية له لن تستطيع على ما يبدو أن تنتج أكثر من هدنة بين حربين؛ وقد تكون الحرب الثانية هي الحرب العالمية الثالثة.
لماذا التكهن بأن العالم هو في هدنة بين حربين كما حدث في فترة الحربين العالمتين مطالع القرن الماضي؟؟..
السؤال الثاني يجيب عن هذا التوقع؛ وكمقدمة له يجدر ايراد الفذلكة التالية: لا يمكن توقع أن حرب الأيام ١٢ قد انتهت وأنها لن تؤسس للحرب الكبرى الثانية طالما أنه لا يوجد إجابة شافية عن سؤال أين اخفت إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب بـ٦٠ بالمئة؟؟. وأيضاً ما هو مدى الضرر الذي لحق بمنشأتها النووية؛ وهل ما تم استهدافه هو كل ما تملكه إيران من مواقع نووية؟؟.
هذا على الجانب الإيراني؛ أما على الجانب الأميركي فإنه لا يمكن إنتاج استقرار في الشرق الأوسط وفي كل العالم؛ طالما أن ترامب لا يوضح بشكل عملي أين هو الخط الفاصل بين القوة العسكرية الأميركية وبين القوة العسكرية الإسرائيلية؛ وهل هما قوة واحدة تقودها مصالح أمن إسرائيل؛ أم أنهما قوتان لهما تقاطعاتهما ومجالات اختلافاتما؟؟.
يستطيع الشرق الأوسط – ربما بصعوبة – أن يتكيف مع فكرة أن إسرائيل حليفة أميركا المفضلة؛ ولكن لا يستطيع التكيف مع فكرة ان أميركا وإسرائيل منقادتان في الشرق الأوسط من قبل مصالح إسرائيل اليمينية الكهانية المسيحانية.
ما تقدم أعلاه هي أسئلة عن الحرب والسلم في المنطقة وفي العالم؛ وهي لا تحتاج فقط الى أجوبة بل إلى ضمانات عملية تؤكد أن الدبلوماسية باتت هي الحل وليس الحرب.