اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
حين تلقّى المنتخب اللبناني للكرة الطائرة خسارته الثالثة بعد مباراة قوية أمام نظيره الأردني ضمن منافسات بطولة غرب آسيا التي اقيمت في مملكة البحرين اعتبر بعض اعضاء الاتحاد اللبناني للعبة على مواقع التواصل الاجتماعي ان:
"رغم نتائجنا الفنية، فإن المشاركة اللبنانية تُعدّ خطوة أولى أساسية في مسيرة بناء منتخب وطني للرجال، أطلقها الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة بإصرار وإيمان بضرورة الحضور في المحافل الرسمية. علينا اليوم مسؤوليات كبرى، تبدأ بالمثابرة والتدريب المنتظم، والمشاركة في البطولات والمعسكرات، لنكون على الطريق الصحيح نحو تحقيق الأهداف الكبرى، وفرض وجودنا بين المنتخبات القوية في المنطقة.
يدًا بيد، نستطيع تحقيق الإنتصارات، فليس هناك ما يُدعى بالمستحيل. والعرض الذي قدّمه المنتخب اللبناني كان مشرّفًاً بالنظر إلى الظروف المحيطة، من قلة التحضير، وضعف الخبرة، وغياب الاحتكاك الرسمي والدولي".
ومع ذلك، فإن تلك المشاركة تُعد انطلاقة واعدة نحو مستقبل مشرق للكرة الطائرة اللبنانية. نثمن هذا الوصف الوجداني لأصدقاءنا المحترمين في الإتحاد، نشد على ايديهم لنقول بأن الإعتراف بالخطأ فضيلة أخلاقية وإجتماعية وإحساس داخلي راقٍ، حيث أظهرتم إحتراماً للآخرين، وهذا، يساهم في بناء الثقة والتواصل الإيجابي، يحقق المصالحة مع الذات ويُزيل الأحقاد بين جمهور اللعبة.
نعم، الإعتراف بالتقصير إقرار بالمسؤولية، وهذا يعني تحمّل المسؤولية عن الأخطاء والتقصير وعدم التنصل منها، وهو ما يدلّ على النضج والوعي ومن إحساس داخلي بالخطأ أو التقصير، فيتبعه عزيمة صادقة على المراجعة الطوعية الواعية للأعمال والأفكار، التي يقوم بها الإنسان تجاه نفسه أو محيطه الاجتماعي والطبيعي.
صحيح أن نظم السياسة الرياضية تتحمّل المسؤولية الكبرى تجاه ما يعيشة قطاعنا الرياضي من فساد وإختلالات، لكن المسؤولية الفردية تبقى هي الأساس. وإن لم يملك الأفراد فضيلة الإعتراف فيما بينهم، فلن تجد تلك الفضيلةُ طريقَها نحو الإدارات والأحزاب والمؤسسات المدنية الرياضية.
لا يقتصر الإعتراف بالخطأ على الأخطاء السلوكية، إنما يشمل الأحكام العقلية الجائرة، والتصورات الذهنية المشوهة عند البعض، ولعل الإعتراف بالأخطاء الفكرية أكثر صعوبة من الإعتراف بالأخطاء السلوكية. فالتراجع عن الأفكار الخاطئة يحتاج إلى شجاعة كبيرة، نظراً إلى ما يتضمّنه من مخالفة للثقافة السائدة والمعتقدات الشعبوية الرائجة.
نحن أحوج ما نكون في فضائنا العام إلى رجال عظماء، يملكون شجاعة الإعتراف بأخطائهم أمام مجتمعاتهم، ويكونوا قدوة ومثالًا للناس.
مِن أصعب أشكال الإعتراف، اعتراف القادة الرياضيين والسياسيين بأخطائهم أمام المجتمع!
لا بد من معالجة الاخطاء في قطاعنا الرياضي لنبني مجتمعاً صادقاً قادرًا على التصالح مع نفسه. عبدو جدعون