خطة غزَّة تسرِّع استكمال نزع سلاح الحزب؟

ترى مصادر سياسية أن اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن خطة وقف الحرب في قطاع غزّة، بعد عامين من اندلاعها، وبغطاء عربي واسلامي ودولي وتأييد الصين وروسيا، قلب الوقائع السياسية في المنطقة رأساً على عقب، وأمَّن انطلاقة ملائمة للمباشرة بتنفيذها، بالرغم من ملاحظات ومطالبات، من هنا وهناك، بتعديل بعض بنودها، ولكن من دون المسِّ بجوهرها، ما يوحي بتسارع خطى التنفيذ في القريب العاجل، نظرا للاندفاعة القوية للادارة الاميركية بهذا الخصوص، وحاجة طرفي النزاع،اسرائيل وحركة حماس لانهائها، كُلٌّ حسب مصالحه ومطالبه، وإن كانت تميل في مجملها لصالح اسرائيل، لتأمين الافراج عن الاسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، منذ عملية طوفان الاقصى، بعد فشل كل ضغوط وعمليات قوات الاحتلال الاسرائيلي باطلاقهم طوال هذه المدة، وحاجة حركة حماس لانهاء معاناة سكان القطاع، ووقف حرب الابادة والتجويع الاسرائيلية ضدهم وانهاء الحصار القاتل ضد القطاع برمته.

وتشير المصادر أن الاجماع العربي والدولي على خطة الرئيس ترامب، قلّص اي تدخلات اومحاولات لعرقلة وافشال الخطة، لاسيما من ايران التي دأبت على استغلال الصراع والقضية الفلسطينية، لمصالحها مع الولايات المتحدة الاميركية والغرب عموما، وادى الى عزل ايران التي لم تعلن اي موقف من الخطة وتتلطى وراء رد حماس عليها، واضعف دورها في الصراع الدائر بالمنطقة، وقلّص تأثيرها وفاعليتها في تغيير مجرى الاحداث قياساً عما كان عليه قبل اندلاع الحرب الاسرائيلية ضد القطاع، لاسيما بعد سلسلة الضربات الاسرائيلية التي استهدفت حزب الله، ذراعها الاساس في لبنان، وخسارتها الفادحة بسقوط حليفها بشار الاسد في سوريا، والحرب الاسرائيلية الاميركية التي شنت ضدها في حزيران الماضي.

وتوقعت المصادر السياسية ان انطلاق تنفيذ خطة ترامب بخصوص انهاء الحرب في غزّة، سيكون له تأثير مباشر على مجرى الاوضاع في لبنان، وتحديدا على استكمال تنفيذ قرار الحكومة بنزع سلاح حزب الله، وسائر الفصائل الفلسطينية التي تدور بفلكه والنظام الايراني، وينتج عنه زيادة الضغوط على الدولة اللبنانية، لتسريع الخطى بهذا الخصوص، لاسيما وأن الخطة المذكورة، قلّصت كثيرا فاعلية التدخل الايراني الذي تجلى في مواقف الامين العام لمجلس الامن الايراني علي ولايتي في زيارتيه الى لبنان بفترة قصيرة، لفرملة تنفيذ قرار نزع سلاح الحزب والتحريض على تعطيل قرار الحكومة بهذا الخصوص.

ولاحظت المصادر أن الخطة الاميركية لوقف حرب غزّة فاجأت النظام الايراني، الذي لم يكن يتوقع التوصل اليها، في مرحلة انشغال الادارة الاميركية بتجاوز تداعيات العدوان الاسرائيلي على قطر واستيعاب نتائجه، واعتبرت ان الخطة المذكورة سحبت البساط من تحت ارجل ايران بالمنطقة عموما، ولبنان من ضمنها، وقد يؤدي ذلك الى تلاشي مفاعيل مواقف الدعم الايراني المعلنة مؤخراً لحزب الله، في عملية نزع سلاحه، واضعاف هيمنته ونفوذه عما كان عليه من قبل.