اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
كتب غسان ريفي في 'سفير الشمال':
تؤكد الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران مسألة أساسية أصبحت من المسلمات، وهي عجز الكيان الصهيوني عن تحقيق أي إنجاز عسكري في المنطقة من دون الاستناد الى الولايات المتحدة الأميركية.
يعني ذلك في البعد الاستراتيجي، أن إسرائيل التي أوجدها الغرب لتكون رأس حربة في الدفاع عن مصالحه ولتكون قاعدة عسكرية متقدمة، أصبحت تحتاج الى من يدعمها ويدافع عنها ويقاتل الى جانبها.
قبل أن يفقد هذا الكيان جزءا أساسيا من أهميته الاستراتيجية، بعدما أصبحت القوات العسكرية الغربية موجودة في المنطقة عبر القواعد العسكرية المنتشرة أفقيا، جاءت مجموعة من الحروب والصراعات من غزة الى لبنان الى العراق واليمن وصولا الى إيران لتذكر أن إسرائيل فقدت الحيز الأكبر من أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للغرب، ما يعني أن الكيان الصهيوني أصبح عبئا على أميركا التي ستسعى لاحقا لإخراجه من أزماته الاقتصادية من خلال تأمين الدعم له عبر مجموعة من الدول سواء كانت عربية أم غربية، وهذا سيضاعف من إحراجها أمام شعبها الرافض بأكثريته لكل ما يجري في المنطقة.
ثمة سؤال بدأ يُطرح بقوة، الى متى سيبقى الحرص على الايدلوجيا الصهيونية أساسا في رسم السياسات الغربية، لا سيما بعد الحراك الشعبي غير المسبوق في دول الغرب دعما للقضية الفلسطينية ورفضا للمجازر التي يرتكبها العدو في غزة، ورفضا للسلوك الاسرائيلي؟!.
ثمة تحولات إستراتيجية تجري بشكل متسارع، ولن يكون الكيان الصهيوني الساعي للحفاظ على دوره من خلال أن يكون الدولة الإقليمية الأقوى والأولى في الشرق الأوسط، بمعزل عن هذه التحولات، ولعل مشهد الدمار الهائل في تل أبيب وعجز الدفاعات الجوية الاسرائيلية عن التصدي للصواريخ الايرانية خير شاهد على حقيقة ضعف هذا الكيان.
بعد عشرة أيام على العدوان الاسرائيلي على إيران والرد القاسي منها، لم تجد أميركا بداً من المشاركة المباشرة في هذه الحرب، وحصرها بتدمير المنشآت النووية الايرانية.
في الشكل هو تحالف إستراتيجي أميركي ـ صهيوني ودعم كامل من الرئيس دونالد ترامب للكيان الغاصب، لكن هناك مصادر متابعة تشكك في مضمون هذه الضربات الأميركية، معتبرة أنها جاءت في سياق سحب المبررات التي ساقها نتنياهو لخوض هذه الحرب، وبالتالي فإن عجلة التسوية إنطلقت، وأن هناك جهدا دوليا حقيقيا وفعليا لوقف هذه المعركة.
واللافت في هذا الاطار، أنه يجري الحديث عن رسائل إسرائيلية تطلب وقف الحرب، وقد ترجم ذلك بتصريح من أحد المسؤولين في تل أبيب أمس أكد فيه أنه “إذا طلب المرشد الخامنئي إيقاف الحرب فسنوقفها غدا”، خصوصا أنه بعد الضربة الأميركية لم يعد هناك من مبررات للولايات المتحدة لتوجيه ضربات جديدة لإيران، إلا إذا كانت ردة فعل إيران بضرب القواعد الأميركية في المنطقة، الأمر الذي تستبعده هذه المصادر.
لا شك في أن إيران تقود الحرب برؤية سياسية وإستراتيجية، ولا تريد أن تدفع الغرب وأميركا لمزيد من إحتضان لإسرائيل والدفاع عنها، في حين تدرك إسرائيل أنها عاجزة عن الوقوف بوجه الضربات الصاروخية الايرانية المتصاعدة وأن إطالة أمد الحرب ليس في صالحها في ظل غياب الدعم الغربي، والأيام القليلة المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت، حيث تؤكد المصادر أن فرص التسوية السياسية باتت أكبر.