اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
أقيم في وزارة الخارجية والمغتربين، حفل التسليم والتسلّم بين الأمين العام السابق السفير هاني الشميطلي الذي عُيّن سفيرا للبنان لدى إسبانيا، وخلفه الأمين العام الجديد السفير عبد الستار عيسى، بحضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي وعدد من السفراء وأركان السلك الديبلوماسي والإداري في الوزارة.
في مستهل الحفل، نوّه وزير الخارجية بـ«الجهود الكبيرة التي بذلها السفير الشميطلي طيلة ثماني سنوات من توليه منصب الأمين العام، في ظل ظروف استثنائية من الأصعب في تاريخ وزارة الخارجية».
وقال: «صديقي هاني، عملنا معا طيلة ثماني سنوات، تعرّفت فيها على الإنسان والديبلوماسي البارع، الذي أدار الملفات بكفاءة واحتراف، وتولّى مسؤولياته وسط أزمات غير مسبوقة، من الفراغ السياسي إلى جائحة كورونا، مرورا بانفجار مرفأ بيروت الذي دمّر مبنى الوزارة. رغم شحّ الإمكانيات، نجحتَ في الحفاظ على استمرارية عمل الوزارة والسفارات، وأنشأتَ مبنى جديدا بعد أن كنا نضطر للاجتماع بين الركام. جمعتَ الهبات، وأعدتَ ترميم الوزارة من طابق إلى طابق. ورغم التحديات والانقسامات، كنت حاضرا ومسؤولا».
أضاف: «لم يكن الجميع راضيا عن كل القرارات، ولكن هذا طبيعي في العمل العام. ما يهمّ هو أن التاريخ سيحكم بأنك وضعتَ مصلحة الدولة فوق كل اعتبار، وقدّمت إدارة قانونية وإدارية وازنة خلال أصعب المراحل».
وتابع: «الوزارة ستفتقد ديبلوماسيا محترفا، لكننا سنكسبك في مدريد. على الصعيد الشخصي، سأفتقد صديقا، وأتمنى لك الأفضل في محطتك الجديدة، لك ولعائلتك. أنا على ثقة بأن عطاءك للبنان لن يتوقف».
وتوجه رجّي إلى الأمين العام الجديد بالقول: «السفير عيسى هو من السفراء الكفوئين، شغل منصب سفير لبنان في هولندا، ويتمتع بخبرة واسعة وكفاءة عالية، ولا يحتاج إلى شهادة من أحد. لكنه يتسلم منصبه في مرحلة دقيقة، حيث تواجه الوزارة أزمات مالية وبشرية وإدارية متراكمة، إلى جانب حال الفراغ».
وأعلن أنه سيعاون عيسى كل من مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير إبراهيم عساف، مدير الشؤون الإدارية والمالية السفير فادي زيادة، مع التوجه إلى استكمال التعيينات في المديريات والإدارات لاحقا.
الشميطلي
بدوره، شكر الشميطلي وزير الخارجية، وعدّد أبرز المحطات التي واجهها خلال فترة ولايته، التي وصفها بـ«حقبة البناء المؤسساتي والتنظيمي»، والتي «شهدت جهودا استثنائية في مواجهة الأزمات الكبرى، ومنها:
- تنظيم عمليّتي اقتراع اللبنانيين غير المقيمين في انتخابات 2018 و2022.
- تأمين عودة اللبنانيين من الخارج خلال جائحة كورونا.
- تأمين الدعم والمساعدات بعد انفجار مرفأ بيروت.
- إدارة الأزمة المالية التي أثّرت على تحويلات الوزارة وسفاراتها، واعتماد قرارات تقشفية لضمان استمرارية العمل».
وأكد أن «وزارة الخارجية استطاعت رغم كل التحديات، المحافظة على حضورها ودورها في الداخل والخارج، بفضل التزامها بالمصلحة الوطنية والنهج المؤسسي».
عيسى
من جهته، شكر الأمين العام الجديد عبد الستار عيسى وزير الخارجية على ثقته، ونوّه بجهود سلفه، مؤكدا عزمه «مواصلة العمل بروح القانون والنظام». وقال: «التواضع في مقاربة المهام لا يعني التهاون في ممارسة الصلاحيات، بل الانطلاق من احترام القانون والأنظمة المرعية، التي تمنح الموقع رمزيته ودوره».
وأكد أنه سيعمل «بتعاون وثيق مع جميع موظفي الوزارة، إداريين وديبلوماسيين، لإعادة الحيوية إلى المؤسسة، وإبراز دورها الوطني ضمن هيكلية الدولة».
وشدّد على «ضرورة تحديث نظام وزارة الخارجية الذي تعود تعديلاته الأخيرة إلى عام 1971، بما يتماشى مع خطاب القسم وبيان حكومة الإصلاح والإنقاذ، ليواكب تطورات العصر ومتطلباته».