اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
كتبت كارول سلوم في 'اللواء'
يمكن القول أن الأسبوع المقبل هو أسبوع لبنان في نيويورك اذ ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اعد الملفات التي سيطرحها خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مترئساً وفد لبنان اليها.
وفي هذا الأسبوع، يلقي رئيس الجمهورية كلمة لبنان ويعقد لقاءات بعضها معدٌّ سلفاً وبعضها يتم من دون تحضير، وبما ان رؤساء الوفود تواقون للإطلاع على مسار الأمور في لبنان فإنهم سيستفسرون عن بعضها. وسيكون للحضور اللبناني في هذه الإجتماعات وقعه بعدما استعاده لبنان في الخارج وعاد الى خريطة الإهتمام الدولي.
هي المشاركة الأولى للرئيس عون في الأمم المتحدة وتأتي بعد القرارات التاريخية التي اتخذتها الحكومة لاسيما في مسألة حصر السلاح بيد الدولة وتكليف الجيش في التنفيذ. اما على الصعيد الخارجي، فإنها مناسبة لطرح قضايا غزة والسلام، وكان الرئيس عون استبق هذا الإجتماع بسؤاله عما اذا كانت تريد حكومة اسرائيل، اي سلام دائم عادل في منطقتنا؟.
قد يكرِّر الرئيس عون هذا السؤال على مسامع القادة ويعيد التذكير بمبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية، وهي التي قال الرئيس عون انها تلقى تأييدا دوليا واسعا بدأ يُترجم من خلال اعتراف دول عدة بدولة فلسطين وخير دليل على ذلك، الإعلان الذي صدر منذ ايام عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة تحت مسمى «إعلان نيويورك».
وفي كلمة رئيس الجمهورية، تحضر آلية وقف اطلاق النار والإعتداءات الإسرائيلية واحترام لبنان للقرارات الدولية وتطبيقه لها،وأهمية دعم لبنان ودور الأمم المتحدة. وبطبيعة الحال ستكون مختلفة كما معظم خطاباته الداخلية والخارجية، موجهاً اسئلة مباشرة وصريحة.
وفي سياق مواقف رئيس الجمهورية، توقف المراقبون عند حديثه عن السلام، فما كان المقصود؟.
تعتبر مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان البديل عن الحرب هو السلام، انما ليس اي سلام والبعض حاول ان يجتزىء من كلام الرئيس، لجهة قوله نحن جاهزون للسلام وتوقف، ولكنه قال ذلك تحت المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت في العام ٢٠٠٢،وليس اي سلام، بالتالي انما السلام وفق هذه المبادرة التي اجمع عليها القادة العرب وهي ترسم الإطار وتطورت الآن حتى اصبحت حل الدولتين، الذي يتم السعي اليه سواءٌ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة او المؤتمر الذي سينعقد في نيويورك في الثاني والعشرين من شهر ايلول الجاري من اجل فلسطين بمبادرة سعودية وفرنسية، لافتة الى ان رئيس الجمهورية لا يتحدث عن السلام كما حاول البعض الإيحاء، وهو يركز على هذا الموضوع لأنه ثبت انه من خلال الحروب لا يمكن صنع السلام، فلكي تنتهي الحروب ويتم الوصول الى نتيجة فلا بد من إحلال السلام ، لذلك يقول اننا كعرب ولبنانيين لدينا الجهوزية لإقامة السلام وفق مبادرة السلام العربية التي اطلقها الملك السعودي الراحل عبدالله.
وتضيف المصادر: البعض يحاول الإيحاء ان الرئيس عون يركز على السلام مع اسرائيل في حين انه لا يقصد اي سلام أبداً، وفي نهاية المطاف فإن خيار الدول العربية والعالم هو السلام وليس هناك احد من عشاق الحروب سوى اسرائيل،والتمسك بهذه المبادرة هو الجواب الواضح والرد الصريح على اسرائيل التي تعمل بكل قواها على نسف السلام في منطقة الشرق الأوسط،وهي لا تعتاش إلَّا على الحروب. في حين ان السلام يحد من اطماعها وسياستها التوسعية، واضحى موضوع السلام اكثر الحاحا بعد التطورات الحاصلة في غزة، فهذه المدينة تُدمَّر واهلها يهجرون وهناك عملية « ترانسفير» جديدة تطال الشعب الفلسطيني بعد نكبة العام ١٩٤٨. وما يحصل في غزة هو الأقسى والأقوى لأن ما من احد قادر على ايقاف هذا النزف، والإدانات الدولية تتكرر حتى ان هناك استياء أميركيا من سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ولكنهم غير قادرين على الخروج من التحالف معه، كما ان هناك اللوبي اليهودي الذي له تأثير كبير على الإدارة الأميركية.
وتشير الى ان موضوع السلام العادل والشامل ورد من الثوابت في خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة، فضلاً عن مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت العام ٢٠٠٢. وتعتبر ان الكلمة الرئاسية في نيويورك ستترك صدى خصوصا ان رئيس الجمهورية ينتقي العبارات الاكثر تأثيرا.
الحضور الرئاسي اللبناني سيكون له مفاعيله منذ ان تبدأ زيارة رئيس الجمهورية الى نيويورك والتي تأتي بعد غياب سنوات بفعل جائحة كورونا والشغور الرئاسي.