اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لم تستيقظ مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة من هول المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في المخيم. حيث سقط اكثر من 14 شهيداً وعشرات الجرحى في المخيم فالمشهد ما زال عالقاً في الأذهان: دخانٌ كثيف يعلو فوق الأزقّة، صراخ يختلط بصفير سيارات الإسعاف، ووجوه مذهولة تبحث بين الركام عن ابنٍ أو قريبٍ أو جار. ليلةٌ ثقيلةٌ مرّت على المخيم، تركت فوق صدرها حجراً لا يُزاح، وفي الذاكرة جرحاً جديداً يضاف إلى سجل طويل من الآلام... بعدما حوّل الطيران الحربي الإسرائيلي ملعباً صغيراً إلى مسرح للموت، في أول استهداف مباشر للمخيم منذ الحرب الأخيرة على لبنان. ضربةٌ مباغتة وضربةٌ متعمّدة، جاءت تحت ذريعة وصفها الاحتلال بـ«استهداف مركز تدريب لحركة حماس»، فيما كشفت المشاهد والوقائع أن المستهدف لم يكن سوى مجموعة شبان يمارسون لعبة كرة القدم في ملعب معروف لدى أبناء المخيم.
من جهتها، اعتبرت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا أن المجزرة ليست سوى «حلقة جديدة من مسلسل الإجرام الإسرائيلي لضرب الاستقرار داخل المخيمات». مؤكدة أن الموقع المستهدف هو ملعب «ميني فوتبول» يتجمع فيه الفتيان كل مساء. وقال، إن الادعاء الإسرائيلي «كاذب ولا أساس له»، مضيفاً أن «ما حصل هو مجزرة إرهابية ارتكبها الاحتلال بحق مدنيين عزّل، في استمرار نهجه من غزة إلى لبنان».
هذا ولف الإضراب والحداد العام في مدينة صيدا والمخيم، حيث اقفلت كافة المؤسسات والمراكز داخله. والمدارس والثانويات في صيدا حداداً على أرواح الشهداء.
اجتماع تشاوري في صيدا
من جهة اخرى استنكرت فاعليات صيدا في اجتماع تشاوري بدعوة من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، وبحضور النائبان الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري ، رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري، رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، ممثل متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري الأب جوزيف خوري ، القاضي الشيخ محمد أبو زيد ، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور بسام حمود ، رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف. فيما اعتذر مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران عن عدم الحضور لوجوده خارج لبنان .
اعتبر المفتي سوسان ان المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مخيم عين الحلوة، اعتداء على سيادة لبنان وكرامته وعلى حق الفلسطينيين في العودة. وأن القصف الذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى يُعدّ اعتداءً على لبنان وفلسطين، مطالباً بدولة عادلة وبموقف دولي مسؤول، ومشدداً على بقاء صيدا مدينة وفية لقضية فلسطين والقدس.
كما شدّد المجتمعون على وحدة اللبنانيين ودعوا الفصائل الفلسطينية إلى توحيد صفوفها، مؤكدين تضامن صيدا والجوار مع أهالي المخيم والشعب الفلسطيني.
لقاء تضامني في صيدا
بدعوة من رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، انعقد لقاء تضامني في صيدا شاركت فيه فاعليات فلسطينية ولبنانية وشخصيات سياسية ودينية، دعماً لأهالي مخيم عين الحلوة بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة.
وتحدّث في اللقاء كل من: د. بسام حمود، الشيخ غازي حنينة، الشيخ محمد موعد، أبو أحمد الفضل، بسام كجك ، الشيخ زيد ضاهر، الشيخ مصطفى السعدي، الشيخ خضر كبش، والشيخ عادل تركي، قبل أن يتلو الشيخ ماهر حمود البيان الختامي.
وأدان البيان الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين، معتبراً الغارة اعتداءً على السيادة اللبنانية وعلى الشعب الفلسطيني، ورافضاً أي دعوات للتفاوض أو التطبيع مع العدو. كما دعا إلى توحيد الصف الفلسطيني واللبناني في مواجهة الاحتلال، وإلى موقف عربي أكثر صلابة، موجهاً تحية إلى مخيم عين الحلوة بوصفه رمزاً للصمود وحق العود











































































