اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأخبار
نشر بتاريخ: ٢٦ شباط ٢٠٢٥
في عام 1921، أطلقت «جامعة ستانفورد» الأميركية دراسة «تيرمان للمُوهوبين» التي قدّمت رؤى مهمّة حول العلاقة بين السمات الشخصية وطول العمر. هي مشروع بحثي طويل الأمد قاده عالم النفس الأميركي لويس ماديسون تيرمان، وكان يهدف إلى دراسة الأطفال الموهوبين لفهم سماتهم العقلية والبدنية والشخصية، وتحديد ما سيصبحون عليه في سن الرشد. استند المشروع إلى اختيار عيّنة من 1528 طفلاً تزيد نسب ذكائهم عن 140 وفقاً لاختبار «ستانفورد بينيه للذكاء». وكان أحد أبرز اكتشافات الدراسة هو تأثير الوعي (الاجتهاد والانضباط والمسؤولية) على العمر المتوقع.
أظهرت الدراسة أنّ الأشخاص الأكثر وعياً ومسؤولية يعيشون لمدة أطول من نظرائهم الأقل وعياً. وتبيّن أنّ تأثير الوعي في العمر يُعادل التأثير الصحي لأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. على سبيل المثال، الطفل الذي يقع في النسبة المئوية الـ 75 من الوعي لديه فرصة أقل للوفاة بنسبة 23% مقارنة بطفل في النسبة المئوية الـ 25.
رغم أنّ الدراسة لم تحدد الآليات بشكل كامل، فإنها تشير إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بالوعي يتّبعون عادات صحية أكثر، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الغذاء المتوازن، والابتعاد عن التدخين والسلوكيات الضارة، ما يعزّز صحتهم ويقلل من مخاطر الوفاة المبكرة.
من ناحية أخرى، لاحظت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يتبعون نهجاً مستهتراً أو غير مبالٍ بالحياة كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة، غالباً بسبب الحوادث أو الأمراض التي يمكن تجنبها. ويشير ذلك إلى أن الافتقار إلى الحذر والمسؤولية قد يؤدي إلى سلوكيات خطرة تقلّل من متوسط العمر المتوقع.
ومما خلصت إليه الدراسة أنّ الوعي يعزز العادات الصحية، ما يسهم في زيادة العمر. فضلاً عن أنّ الاستقرار النفسي والاجتماعي يلعب دوراً مهماً في الصحة وطول العمر.
وتؤكد دراسة «تيرمان» أن التحلّي بالوعي والانضباط يمكن أن يكون مفتاحاً لحياة أطول وأكثر صحة. فالالتزام بالسلوكيات الصحية والابتعاد عن المخاطر لا يعزز الصحة فقط، بل قد يكون عاملاً أساسياً في زيادة العمر المتوقع.