اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
كتبت الإعلامية وفاء بيضون في 'اللواء'
رغم مرور أكثر من سنة على سقوط «نظام بشار الأسد» وانتقال سوريا الى عهد جديد بإدارة الرئيس «أحمد الشرع»، إلّا ان الزيارات الأخيرة لوزيري الخارجية والعدل، كل على حدى، تأتي في سياق قد يغلق أبوابا كثيرة ويجيب في نفس الوقت على تساؤلات أكثر دقة وحساسية عن طبيعة العلاقة التي يجب أن تربط البلدين الجارين ولا سيما ان الفترة الأخيرة الماضية حملت مجموعة هواجس لبنانية لجهة الحديث عن توسّع سوري نحو الشمال اللبناني بدعم دولي يعوّض له ما يمكن أن يخسره في الجنوب السوري لصالح «الكيان الإسرائيلي». هذا من جهة ومن جهة أخرى الأحداث الدموية التي أدّت الى سقوط قتلى من الطرفين على الحدود وخاصة في «ريف حمص الموازي لشرق الهرمل وشمالها». هي جملة أحداث تترتب على وقع المتغيّرات الدولية والمعكوسة على دول المنطقة ومنها لبنان وسوريا. شكّلت هذه الزيارات لوزير الخارجية «أسعد الشيباني»، والعدل «مظهر الويس» الى بيروت المسبوقة بزيارات مهّد لها وفود قضائية وأمنية من دمشق الى بيروت والعكس صحيح شكّلت حركة متقدمة من الانفتاح عقب بلوغ سوريا الجديدة صفة الدولة الحديثة كما يحلو للكثيرين تسميتها.
من هنا يتبيّن أن العلاقات اللبنانية - السورية قد دخلت مرحلة مختلفة ومتمايزة عما كان قبل وبعد سقوط «نظام بشار الأسد» إلّا انه وحسب المطّلعين تبقى العلاقة محفوفة بالمحاذير، ويلفّها الكثير من الغموض مع ان «نظام أحمد الشرع» الذي يقدّم نفسه سلطة منفتحة لا تشبه النظام السابق هذا في حين تتعامل فيه بيروت بواقعية متوجسة وحذرة، بهدف إيجاد تقاطع يوازن بين فحص النوايا، ومتممات المصلحة الداخلية وهذا ظهر من خلال التباين بالرؤية لكل من الشعبين اللبناني والسوري في الآونة الأخيرة.
تتابع المصادر المطّلعة بالقول؛ «أن بيروت أتت متأخّرة في ملفات السلطات السورية الجديدة، مع أنه الأقرب جغرافيا إلى دمشق، ولم تخلُ الأشهر الأولى من حكمها دون مناوشات مع لبنان، سواء ميدانيا على الحدود الفاصلة بين الدولتين، أو سياسيا عبر إثارة ملف الموقوفين السوريين الموقوفين على خلفيات إرهابية وأمنية وجنائية»، ولكن من الواضح ان زيارة الشيباني توحي بان دمشق تحاول إعادة فتح خطوطها مع لبنان بطريقة ومسار جديدين، يقومان على دور المؤسسات الرسمية لا على القنوات السياسية التي كانت تتبع سابقا ومن هنا جاء طلب دمشق بحلّ المجلس الأعلى السوري - اللبناني وتعليق عمله.
يمكن القول ان مسار العلاقات وان جاء بطريقة الدبلوماسية وغياب المواقف التصعيدية إلّا ان ذلك لا يعني تغييرا في المضمون، إذ يرى كثيرون أنّ النظام الذي ولد من رحم الصراع السوري لا يزال يواجه تحدّيات داخلية كبيرة، ما يجعله بحاجة إلى شرعية خارجية تعيد وصل ما انقطع عربياً.
ومن هنا يُقرأ انفتاحه على بيروت كخطوة محسوبة لإظهار الاعتدال أكثر مما هي تظهيرا عن قناعة. لذلك ترى المصادر ان المقاربة التمهيدية المتدرجة في بناء العلاقات بين بيروت ودمشق تنتظر تظهير النوايا ولا سيما ان سوريا ذاهبة نحو خروج كلي من دائرة الصراع العربي - الإسرائيلي نحو تطبيع بات أقرب بين دمشق وتل أبيب وهنا تكمن المخاوف من الدور الإسرائيلي المحرّض دائما، خاصة وان لبنان لا يزال يعتبر إسرائيل عدوة ومحتلة، بالإضافة الى ذلك يمكن أيضا الاستناد بالاستشراف للعلاقات المرجوة التي تبدأ من الملفات التقنية والقضائية والإنسانية مثل ملف السجناء والمفقودين، على أن تتوسّع لاحقا نحو الملفات الاقتصادية والحدودية وهذا يستدعي أيضا توجسا لبنانيا ولا سيما ان اشكالية ملكية «مزارع شبعا» ما زالت معلقة دون أي توضيح من الجانب السوري في وقت يتمسّك لبنان بحقه السيادي عليها انطلاقا من المستندات القانونية التي أودعها في ملفاته المرسلة الى الأمم المتحدة.
وبالتالي «ان كلا من دمشق وبيروت ما زال يرى الأفق في العلاقات من منطلق مصالحه البحتة لذلك يصحّ القول أقلّه في الفترة الحالية ان كلًا من الطرفين يغنّي على ليلاه بانتظار جلاء تطورات المنطقة وملفاتها المأزومة».