اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
يسود هاجس تتقاسمه بيئات مختلفة في العالم؛ وحتى بيئات داخل إسرائيل، مفاده ارتفاع احتمالية أن يكون نتنياهو ومعه اليمين المتطرف، يخططون لأن يبدوا في الظاهر أنهم يقبلون خطة ترامب، وذلك بهدف استعادة الأسرى، ومن ثم العودة من بعد استعادة الأسرى للحرب.
ويقدم القائلون بهذه النظرية أكثر من سبب لإظهار أن نسبة حدوث هذا الاحتمال عالية:
أول هذه الأسباب يتمثل بحالة الصمت وعدم الاعتراض على صفقة ترامب الذي يبديها كل من سموتريتش وبن غفير.
.. في الصحافة الإسرائيلية يوجد سؤال متداول وهو ما الذي كشفه نتنياهو لهما (بن غفير وسموتريتش) حتى صمتا هذه المرة، ولم تثر عقيرتهما حسب عادتهما كلما أعطى نتنياهو موافقته الأولية على صفقة توقف الحرب؟!
الافتراض الشائع هو أن نتنياهو قال لهما أنه على إسرائيل تنفيذ الجزء الأول من الصفقة وهو استعادة كل الأسرى دفعة واحدة؛ وبعد ذلك سنجد ألف ذريعة لوقف مسار التفاوض والعودة إلى مسار الحرب وحينها سيكون المستوى السياسي الإسرائيلي قد تحرر من ضغط الأسرى.
السبب الثاني يجيب على نقطة يطرحها كثيرون تقول هل يجرؤ نتنياهو على كسر إرادة ترامب والانقلاب على خطته بعد إستعادة الأسرى؟؟.
.. بالنسبة للبعض فإن الإجابة عن هذا السؤال سهلة، ومفادها أنه من يضمن أن ترامب سيكون موجوداً داخل هذه اللعبة بعد انتهاء المرحلة الأولى منها (أي بعد استعادة الأسرى).. والمقصود هنا ليس وجود ترامب مادياً، بل يرى هؤلاء أن هناك ألف دليل يؤكد أن ترامب سيسأم بعد انتهاء الجزء الأول من الصفقة؛ ومن المحتمل بدرجة عالية أن يترك كل مسار التفاوض بين إسرائيل وحماس..
ثالث هذه الأسباب يتحدث عن خطة ترامب ذاتها المملوءة بالثغرات والأفخاخ؛ وما يلفت النظر فيها أن الثمن المادي الوحيد ستدفعه حماس من خلال إطلاق كل الأسرى دفعة واحدة؛ أما كل ما هو مطلوب من إسرائيل فهو لا يتعدى كونه تصريحات وتسديدات تدفع بالتقسيط المريح أو بنود كتبت على لوح ثلج.
والواقع أن حماس تجد نفسها في مأزق؛ فهي لا تستطيع أن تقبل خطة تعرض عليها الاستسلام، وبالمقابل لا تستطيع تحمل تداعيات رفضها لها.
أما نتنياهو فهو يعتقد أنه حصل على صيد ثمين لمجرد أن حماس وافقت على إطلاق كل الأسرى دفعة واحدة.. أضف أن نتنياهو سيجد طريقه للإفادة داخلياً من إطلاق الأسرى، ومن ثم سيجد ألف طريقة لإنشاء مسار يخربط التزامه بتنفيذ بقية الصفقة.
ويتم الآن استذكار 'ميزة' – إن صح التعبير – بنتنياهو أو لنقل 'موهبة شريرة' به، وهي قدرته على المناورة لجعل المبادرات التي لا تنسجم مع أهدافه تنهار من داخلها.. أبرز دليل على ذلك أنه حينما سئل بعد وصوله لرئاسة الحكومة أول مرة: كيف ستتعامل مع أوسلو؟؟ هل ستلغيه؟؟.
أجاب: لن ألغيه، ولكن لن أطبقه.
نتنياهو لا يقوم بإلغاء الاتفاقات التي لا تعجبه والتي أصبحت أمراً واقعاً، بل يقوم بالانقلاب عليها.. هذا ما فعله مع أوسلو الذي أصبح أثراً بعد عين رغم أن نتنياهو لم يلغه؛ وهذا ما سيحصل مع خطة ترامب الراهنة؛ فنتنياهو سيوافق عليها لكنه لن ينفذها!!