اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
منذ لحظة الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، يكتشف الزائر أن لبنان آخَر يُقْلِع من جديد. فورشة معاودة تأهيل محيط المطار والطرق منه وإليه انطلقتْ بحيويةٍ فيها الكثير من الدينامية السياسية المتوهّجة التي ترافقتْ مع انتخابِ العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام.
... اسفلت، ومسارات، وحاضنات ورود، وإنارة، ورصْف شوارع من المطار إلى «الإسكوا» في وسط بيروت، وكأن الطريق إلى لبنان الجديد صارت آمنة وسالكة، رغم المصاعب والأفخاخ وتحدياتٍ ترقى إلى مستوى الولادة القيصرية بعد مخاضٍ هستيري من الحروب والأزمات والانهيارات. ولم يكن عابراً في لحظة العبور بلبنان إلى حضن العرب وضمان عودة العرب إليه، قيام وفد إماراتي برئاسة مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي عبدالله ناصر لوتاه، بجولةٍ في مطار بيروت بعد جولة مماثلة في المرفأ، في وقت التقى سلام في أبوظبي، رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
هذه النقلة في استرداد الثقة بين لبنان وعالمه العربي تتزامن مع توقعات بصيف واعد، مع أنظار مُصلتة على إجازة عيد الأضحى، وسط تقارير عن حركةِ استعدادٍ نشطة في مدنِ وقرى الاصطياف ومضيّ بيروت في نَفْضِ الترهّل عن جبينها، وهي التي كانت في الساعات الماضية على موعدٍ مع حدَثٍ جميلٍ تمثّل في معاودة افتتاح فندق السان جورج، حاضن أرشيف أيام العزّ اللبنانية.
هذا النصف الملآن من الكأس اللبناني لم يَحجب التحدياتِ القاسيةَ التي تواجه البلادَ على الطريق إلى التعافي من بوابتيْ الإصلاح والسيادة، وهي الورشة التي يتصدّرها «جَمْعُ السلاح بيد الدولة وبسْط سلطتها على كامل أراضيها»، أي مصير سلاح «حزب الله» وأي سلاحٍ خارج الشرعية، كما هو الحال بالنسبة إلى السلاح الفلسطيني داخل المخيمات.
وبدا أنه في اللحظة التي سلك ملف سلاح المخيمات الفلسطينية مسارَه نحو التنفيذ بدءاً من منتصف يونيو، تصاعدت وتيرة المواجهة السياسية حيال مصير سلاح الحزب في ضوء مواقف حازمة لسلام من حتمية إنهاء «ثنائية السلاح» ومعاودة قادة من الحزب التأكيد على التمسك بما يًعرف بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة».
ولم تكن عاديةً الحملاتُ التي شنّها الحزب والقريبين منه على رئيس الحكومة الذي يُبدي إصراراً على تَلازُم الاصلاح والسيادة لإنقاذ لبنان، في وقت يتعمّد الحزب في ما يشبه المناورة الإشادة بحِكمة عون الذي يُعْلي الحوار وصولاً الى تمكين الدولة وحدها من احتكار السلاح.
ومن غير المستبعَد ارتفاع وتيرة الحماوة السياسية حيال استحقاق بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها مع الاستعجال الدولي والإقليمي لطيّ هذا الملف مع دوران «الساعة الرملية» بما يشي عداً تنازلياً لفتره السماح الممنوحة لبيروت.
«العصا والجزرة»
وفي السياق، كشفت تقارير إعلامية عن أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس الموجودة في المنطقة تخطّط لزيارة عملٍ لبيروت ومعها «العصا والجزرة»، وهي التي كانت نبّهتْ من أن عدم وفاء لبنان بالتزاماته قد يعرّضه للحرب من جديد.