اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
ألقى رئيس الحكومة نواف سلام كلمة مؤثرة في قمة الإعلام العربي التي انعقدت في إمارة دبي، حاملاً رسالة سلام وأمل من بيروت، المدينة التي وصفها بأنها 'كانت ولا تزال منارةً للكلمة، وملتقى للحريات، وصوتاً عربياً عالياً في وجه العتمة والانغلاق'.
وقال سلام: 'أحيّيكم باسم بيروت، المدينة التي كانت ولا تزال منارةً للكلمة، وملتقى للحريات، وصوتاً عربياً عاليا في وجه العتمة والانغلاق. وأحيّيكم باسم لبنان، هذا البلد الصغير بجغرافيّته، العميق بجراحه، الغني بإرثه الثقافي والإنساني، والمصمم رغم كل العواصف، على استعادة مكانته في قلب العالم العربي وعلى خارطة المستقبل.'
وتوجه رئيس الحكومة بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وحكومةً وشعباً، على احتضانها هذه القمة، وعلى ما تبذله من جهد صادق في ترسيخ العمل العربي المشترك.
وأكد سلام أن العالم اليوم يعيش 'زمن استثنائي'، حيث لم يعد الإعلام مجرد ناقل للواقع، بل صار 'قوة تصنعه'، و'مصنعاً للرأي العام، وللسلم، وللأسف كما للفتنة'، مشيراً إلى أهمية الإعلام المسؤول الذي يضع الحقيقة فوق كل اعتبار، ويبتعد عن الشائعات والتحريض والتزوير.
وأوضح سلام أنه يتحدث 'من خلفية رجل قانون تعلّم أن الحقيقة لا تُبنى على الظنون، وأن المسار نحو العدالة يبدأ بالتجرّد عن الأهواء وعن أية مصالح شخصية، وبتقديس للوقائع والأدلّة'، مؤكداً أن 'هذه هي المهمة النبيلة التي يتقاسمها رجال القانون والصحافة معاً: مهمة البحث عن الحقيقة في زمن تكثر فيه الفوضى كما يكثر التضليل.'
وأضاف: 'الباحث عن الحقيقة في القضاء والباحث عنها في الإعلام يواجه معاناة كبرى، ذلك أن البحث عن الحقيقة يحتاج إلى البعد عن الانحياز العائلي أو الطائفي أو الديني، وكذلك البعد عن هيمنة مذهب ما، فئة ما أو أيديولوجية حزب ما.'
وأشار إلى أن التطور التكنولوجي أحدث 'ثورة في وسائل الاتصال'، فبات العالم 'قرية إلكترونية واحدة مربوطة باستمرار بشاشة كومبيوتر أو موبايل'، ما جعل النفاذ إلى بيوتنا وعقولنا ونفوسنا 'مباحاً بل مستباحاً بلا قيد أو شرط'.
ونوّه سلام إلى إحصائيات مهمة تظهر حجم التحديات الإعلامية: 'أكثر من 75 % من سكان العالم يمتلكون جهازاً محمولاً أو أكثر، وأكثر من 67 % من سكان العالم يرتبطون بشبكة الإنترنت، ولعل الإحصاء الأكثر إثارة للقلق هو أن 58 % من الناس يحصلون على الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأكثرها مصادر لا يمكن تحديد من وراءها.'
وأضاف: 'كل يوم، كل صباح، كل مساء نسمع ونقرأ ونشاهد من يدعي كذباً لقاءات لم تتم، وخلافات لم تحدث، وصفقات لم تعقد، وتصريحات لم تُطلق، ومحادثات لم تحصل... فلو أراد المسؤول أن يرد على كل الأكاذيب، لأمضى معظم وقته في ذلك.'
وحذر من أن الكلمة قد تصبح أداة 'تشويش لا معرفة، وسلاحاً بيد من يسعى للإيذاء لا للبناء.'
وفي هذا السياق، قال سلام إن الإعلام لم يعد شأناً محصوراً بالمهنيين فقط، بل أصبح 'ساحة صراع بين من يسعى لقول الحقيقة ومن يسعى لإخفائها أو تحويرها'، مؤكداً أن القمة ليست مجرد محطة إعلامية بل 'حدث استراتيجي في الدفاع عن الكلمة والحقيقة.'
وعن لبنان، أكد سلام أن 'لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته'، وأن المشروع الوطني يقوم على 'تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، أي أن نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي إلى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية.'
وأوضح أن رؤيته للبنان 'ليست خيالاً، بل مشروعاً واقعياً: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنية، دولة سيادة لا إرتهان، دولة قرار لا ساحة صراعات.'
وأضاف: 'إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب، لبنان متجذراً في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب.'
وتابع: 'واليوم بعدما عاد لبنان إلى العرب، فهو مشتاق إلى عودة أشقائه العرب إليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل.'
وأشار إلى أن لبنان يلتزم 'تنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن 1701، ونلتزم وقف الأعمال العدائية'، لكنه أشار إلى استمرار 'احتلال أراضينا وخروقات إسرائيلية يومية لسيادتنا.'
وشكر لبنان 'لفتات الإخوة في الخليج العربي'، وذكر خصوصاً 'دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد الذي وعد ووفى، وسمح بعودة زيارة الإخوة الإماراتيين لبلدهم الثاني لبنان.'
وأضاف: 'لا ننسى أن نحو 190 ألف لبناني يعيشون ويعملون بكل تفانٍ وإخلاص في بلدهم الثاني الإمارات، وينعمون فيها بالأمن والأمان وجودة الحياة.'
وفي ختام كلمته، عاد سلام للحديث عن الإعلام، مؤكداً أن المعركة التي يخوضها لبنان اليوم 'ليست فقط معركة اقتصادية أو سياسية، بل هي معركة وعي، معركة كلمة.'
وشدد على أن الإعلام 'ليس ترفاً في مسيرتنا نحو الإصلاح والنهوض، بل شرطٌ من شروطه الأساسية.'
وقال: 'نريده شريكاً في ترميم الثقة وفي صياغة مستقبل جديد لبلدنا. نحن لا نطلب من الإعلام أن يكون موالياً، بل أن يكون مهنياً، نزيهاً، ملتزماً بالحقيقة. نريده أن يكون فضاء للمشاركة، للفهم، للتفاهم – كما أراد الفلاسفة الأوائل حين عرفوا عملية التواصل بأنها مشاركة في المعنى.'
وختم نداءه قائلاً: 'أيها الحضور الكريم، نحن أمام مفترق طرق تاريخي في المنطقة، لحظة إقليمية دقيقة تستدعي خطاباً إعلامياً جديداً يواجه محاولات التهميش والتفكيك، ويعيد إنتاج الأمل. نريد إعلاماً عربياً حديثاً، حياً ومتنوعاً، يصنع المستقبل ولا يجتر الماضي. يفتح النوافذ لا يسدها. يحمي الحرية لا يسيء استخدامها.'
وأضاف: 'أقف بينكم اليوم لا كرئيس حكومة فقط، بل كمواطن لبناني عاش الألم والأمل، ويؤمن أن الكلمة، حين تكون صادقة، يمكن أن تكون جسراً نحو مجتمعات أكثر إنسانية وتماسكاً.'
وختم: 'من دبي – مدينة الرؤية والطموح كما أرادها رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد - أطلق معكم نداءً إلى كل إعلامي حر: كونوا حراس الحقيقة. كونوا صانعي الوعي. كونوا حلفاء النهوض. ولبنان، من على هذا المنبر، يقول نحن عائدون... عائدون إلى دولتنا، عائدون إلى عروبتنا، عائدون إلى المستقبل.'