اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
رغم الظروف الصعبة التي مرّت بها المرأة العربية، ورغم القهر الذي عانته، نلاحظ أنها رفضت ذاك الواقع وثارت عليه محطّمةً كافة الأغلال والقيود من أجل إثبات وجودها الى جانب الرجل وهي نصف المجتمع، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يبقى هذا النصف مشلولاً ومغيّباً، اذا نراها قد اندفعت رغم العادات والتقاليد، ونهضت بعد سبات فُرض عليها، ودافعها الوحيد بأن الأحرار وحدهم يبنون الحياة الحقّة والحرّة، وعلى هذا الأساس انطلقت وواكبت الرجل خلال عصر النهضة وماشته في سعيه من أجل التحرّر السياسي والاجتماعي، ومن ضمنها العمل في الصحافة، ويمكن أن نسجل الإطلالة الأولى لها ما بين العامين 1892 و1893، حيث أنشأت اللبنانية هند نوفل في مدينة الإسكندرية مجلة أسمتها «الفتاة» وقد قابلها الرأي العام بحذر وتحفّظ، بينما أيّدها المثقّفون بحماس شديد كونها أول مجلة نسائية عربية. وبعد ذلك كرّت السبحة في معظم الدول العربية ومن ضمنها لبنان، الذي عرف الرائدات المميّزات أمثال مي زيادة وزينب فواز وعنبرة سلام ونظيرة زين الدين وابتهاج قدورة وغيرهنّ..
ويمكن أن نلّخص دور الصحافة النسائية بما قالته الكسندرا خوري صاحبة مجلة «أنيس الجليس»: «كنت ولا أزال أعتبر أن كل نهضة قومية لا تكون المرأة أساسها ودعامتها لهي نهضة مُقضى عليها بالفشل وفي سبيل هذه الفكرة بذلت الجهد الذي ما بعده جهد..». والدور الذي اضطلعت به الصحفيات الى جانب قضايا الحرية وضرورة تعليم المرأة ومساواتها بالرجل، فقد إنتزعت حقّها بالانتخاب والمشاركة السياسية وارتياد الأندية النسائية الأدبية لتنمو فيهنّ روح الاجتماع ولا زال أمامهن مهام عديدة خاصة الأمراض الاجتماعية الناتجة عن الإنفلاش الذي لا حدود له!