اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين
مع نهاية عطلة عيد الأضحى المبارك، تعود عجلة الحركة السياسية الداخلية إلى الدوران، معطوفة على إيقاع التهديدات الإسرائيلية التي لا تقل في أحيان كثيرة عن الحرب الموسعة. وتتوزع الأنظار بين زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى الأردن، والتي ستقتصر على يوم واحد، كما في زياراته السابقة للدول العربية، إلى زيارات موفدين إلى لبنان، من خلفيات تنسيقية أمنية واقتصادية تتعلق بالإصلاحات المطلوبة من الحكومة.
وخرق العشاء التكريمي الذي أقامه الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان للرئيس العماد جوزف عون في دارته باليرزة، مشهد الركود في حركة الشخصيات السياسية في العطلة الرسمية، اذ جمع أيضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، والرئيس السابق أمين الجميل، والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، والرئيسين السابقين للحكومة نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، إلى وزراء سابقين ونواب.
وبحسب بيان موزع من المكتب الاعلامي للرئيس سليمان، «كان اللقاء فرصة للتداول في عدد من المواضيع الوطنية الراهنة، والمعطيات المتوافرة عن المواقف الإقليمية والدولية من التطورات في لبنان والجوار، وضرورة زيادة الضغوط والمطالبة بانسحاب إسرائيل من المواقع المحتلة ووقف خروقاتها واعتداءاتها المتكررة وفقا للاتفاق المعقود برعاية الولايات المتحدة الأميركية وتحت إشراف اللجنة الخماسية.
وفيما تمنى الرئيس سليمان عيد أضحى مباركا للحاضرين ولجميع اللبنانيين، أعرب عن أمله في أن يوفق الرئيس عون في مسيرة النهوض بلبنان تنفيذا لخطاب القسم وحصر السلاح بيد الدولة بالتعاون مع السلطات الدستورية جميع لما يعود بالخير على لبنان واللبنانيين».
رئيس الجمهورية العماد جوزف عون هنأ قوى الأمن الداخلي، قيادة وضباطا وعسكريين، فــــي الذكـــرى الـ 164 لتأسيسها، وقال: «قوى الأمن الداخلي ليست مجرد مؤسسة أمنية، بل هي رمز للتفاني والإخلاص في خدمة لبنان وشعبه. ففي كل شارع وحي، وفي كل قرية ومدينة، تقف عناصر هذه القوى حارسة يقظة على أمن المواطنين وسلامتهم. لقد واجهت قوى الأمن الداخلي على مر السنين تحديات جمة، من محاربة الجريمة إلى حفظ النظام العام، ومن مكافحة المخدرات إلى حماية المنشآت الحيوية والإدارات والمؤسسات العامة ومقرات البعثات الديبلوماسية وغيرها، وفي كل مرة، أثبتت هذه القوى أنها على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها. اليوم، وبينما نواجه تحديات اقتصادية واجتماعية صعبة، تبقى قوى الأمن الداخلي مع شقيقاتها المؤسسات الامنية الأخرى، صمام الأمان الذي يحفظ للبنان استقراره ويحمي مواطنيه. إن تضحيات رجال ونساء هذه المؤسسة، وإخلاصهم في أداء واجبهم يستحقان منا كل التقدير والاحترام».
وأضاف: «إننا نؤكد التزامنا بتقديم كل الدعم اللازم لقوى الأمن الداخلي، لتطوير قدراتها وتحسين أوضاع عناصرها، لأن أمن لبنان واستقراره مرتبط بقوة مؤسساته الأمنية وفعاليتها. وفي هذا العيد، نتوجه بالتحية إلى كل عناصر قوى الأمن الداخلي في مختلف رتبهم، ونشكرهم على تفانيهم وإخلاصهم. كما نتذكر بإجلال شهداء هذه المؤسسة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمن الوطن. وكلي ثقة بأن لبنان سيبقى آمنا مستقرا بسواعد أبنائه المخلصين في قوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية كافة».
رئيس الحكومة نواف سلام كتب في حسابه عبر منصة «إكس»: «في عيدها الـ 164 نحيي قوى الأمن الداخلي، المؤسسة الأمنية التي صمدت في وجه الاغتيالات والأزمات، وبقيت ساهرة على أمن الوطن وسلامة المجتمع. تحية إجلال لأرواح شهدائها، والرهان باق على ضباطها وعناصرها في ترسيخ الاستقرار وحماية مؤسسات الدولة والمساهمة في بناء دولة القانون».
وكان يوم الأحد شهد كشف وحدات من الجيش اللبناني على أنقاض مبنى دمره الطيران الحربي الإسرائيلي عشية عيد الأضحى المبارك في الضاحية الجنوبية لبيروت، في مؤشر اعتبر تواصلا واستمرارا لعمل الجيش مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية.
توازيا، بدأت الصورة تتضح أكثر من الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، لجهة مبادرة عدد لا بأس به من المواطنين إلى نقل حاجات أساسية إلى أمكنة أخرى، لتجنيبها الأضرار جراء قصف محتمل من الطيران الحربي الإسرائيلي. فيما عمد البعض من قاطني المنطقة إلى التوجه إلى أمكنة اعتادوا تمضية فصل الصيف فيها، في انتظار جلاء الأمور.
وقال مرجع عسكري رسمي كبير سابق لـ «الأنباء»: «تمر البلاد في فترة صعبة، وفقا لتقارير رفعت إلى المسؤولين الكبار». وحدد الفترة «بزهاء ثمانية أشهر، قد تشهد تصعيدا». وأشار إلى «دور كبير للثنائي، وتحديدا الرئيس نبيه بري في إزالة الاحتقان مع المجتمع الدولي، ومطالبته في مجالس ضيقة المقربين والدائرين في فلك الثنائي، بتأمين أوسع دعم لرئيس الجمهورية في مساعيه لتجنيب البلاد مزيدا من الأزمات، ونزع الدعم الدولي عن التحركات الإسرائيلية».
وكان موضوع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» تصدر الاهتمام مع التلويح الأميركي والإسرائيلي بعدم التجديد لها عند انتهاء ولايتها في 31 أغسطس المقبل.
والسؤال المطروح: هل يمهد الموقف العلني الرافض للقوات الدولية لمواجهة ديبلوماسية عند موعد التجديد لها؟ المصادر الديبلوماسية تؤكد أنه «كما سقطت في السابق محاولات عدة لتحويلها للعمل تحت البند السابع ما يجيز استعمال القوة في عملها، فإن إنهاء دور «اليونيفيل» التي تتمثل فيها 48 دولة سيسقط أيضا».
على صعيد آخر، يعود ملف النازحين السوريين إلى الواجهة خلال الأيام المقبلة، بعدما انجزت اللجنة المكلفة من الحكومة وضع تصور لإعادة النازحين إلى بلدهم. ويأتي إنجاز هذا التصور ليضعه على طاولة مجلس الوزراء بالتزامن مع الزيارة المتوقعة لوفد سوري إلى لبنان برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني، حيث سيكون موضوع النزوح بندا أول في النقاش، إضافة إلى موضوع الحدود، والكثير من القضايا العالقة بين البلدين والتي تحتاج إلى معالجة وحسم.
وتشهد السرايا الحكومية اليوم الثلاثاء اجتماعا للدول المانحة. وتسبقه مشاركة رئيس الحكومة في «مؤتمر إعادة بناء لبنان: إطار الاستثمار وفرص الأعمال وحل النزاعات» في فندق «فينيسيا - انتركونتيننتال».