اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
شتَان بين الأمس واليوم، ومن يهمّه أمر الرياضة فليقرأ.
حين نتحدث عن المنتخب الوطني، فإننا نتحدث عن مرآة الوطن بأكمله، عن صورة تُنقل إلى الخارج، تعكس إمكاناته، طُموح شبابه، ونُضج مؤسساته الرياضية، لكن وللأسف لا يزال البعض يتعامل مع مسألة تكوين المنتخبات وكأنها ملكية خاصة أو فرصة لتوزيع المكاسب والمجاملات، لا مشروعاً وطنياً جامعاً.
المنتخبات الوطنية لا تُبنى بـ"الواسطة" أو المحسوبيات، بل تُبنى بالعمل الجاد، بالمعايير الفنية، وبالإختيار القائم على الكفاءة. لا يمكن أن يعلو شأن أي منتخب إذا كان اللاعب يُستدعى لأنه إبن فلان، أو قريب علآّن، أو لمجرد إرضاء نادٍ أو شخصية نافذة.
هذه الممارسات لا تُدمّر فقط روح المنافسة، بل تُصيب اللاعبين الموهوبين بالإحباط وتدفعهم إلى الهجرة أو الابتعاد عن الملاعب.
المحسوبيات قتلت أحلام مئات اللاعبين الموهوبين الذين بذلوا جهدهم في التمارين، لكن مقاعد المنتخب ذهبت إلى من يعرف الطريق الأقصر، إلى مكتب الإداري أو هاتف الوسيط، والنتيجة؟
منتخب باهت، حضور خجول و"نكسات" متكررة تُبرَّر بعبارات فضفاضة.
المنتخب ليس ملكاً للإتحاد ولا للمدرب ولا لأي نادٍ نافذ، المنتخب ملك الشعب ويجب أن يضم الأفضل فقط، والكفاءة يجب أن تكون معيار الإختيار الوحيد، لا الإسم ولا العائلة ولا المصلحة، وإلا سنبقى نضحك على أنفسنا ونرفع شعارات "المنافسة الشريفة" بينما أرض الواقع تسكنها "الواسطة الشرسة".
آن الأوان لكسر هذه الحلقة المفرغة، والمزرعة الشخصية لبعض الإداريين، بدل ان يكون مشروع وطن جامع يعتمد على معايير شفافة للإختيار، بوضع نظام واضح لإختيار اللاعبين، يعتمد على أرشيف رقمي يضم معلومات دقيقة عن كل لاعب، والأداء الرقمي بإحصاءات المباريات والجهوزية البدنية والانضباط، مغ نشر هذه المعايير للإعلام والرأي العام حتى لا يبقى أي قرار في الظل للمساءلة، فالخيار بيد من يمسكون القرار، إمّا منتخب بالكفاءة، أو لا منتخب "همروجة" لمحسوبيات على الإطلاق. عبدو جدعون