اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
لعلّ الناخب البيروتي لم يدرك، عند مشاركته أمس في التصويت لمجلس بلدي جديد في العاصمة، أنّه لا يشارك فقط في معركة انتخابيّة بلديّة واختياريّة، بل في معارك كثيرة أخرى تتعلّق بأحجامٍ شعبيّة وتحدّياتٍ محليّة وبروفات انتخابيّة نيابيّة وجذب أنظارٍ خليجيّة، والأهمّ في معركة رئاسة الحكومة المقبلة.
كانت بيروت على موعد مع الاستحقاق الانتخابي أمس. قبل فتح صناديق الاقتراع بحوالى ٢٤ ساعة، كتب الرئيس سعد الحريري على حسابه على منصّة X مستذكراً المفتي حسن خالد في ذكرى استشهاده. بعد إقفال صناديق الاقتراع أمس بساعتين تقريباً، كتب الحريري مهنّئاً النادي الرياضي بفوزه في بطولة وصل. هكذا، كان الحريري منفصلاً عن الواقع الانتخابي، فغاب عن شوارع لطالما رفعت صوره وازدانت بالأعلام الزرقاء. وحدها السماء كانت زرقاء أمس، والشمس طالعة والناس قاشعة من تنافس من نوّاب بيروت، علناً أو سرّاً، على زعامتها في غياب سعد رفيق الحريري. غيابٌ يبدو أن لا عودة عنه.ويمكن القول إنّ فوز لائحة بيروت بتجمعنا منحت دفعاً لعرّابها النائب فؤاد مخزومي الذي يستعدّ، ليس فقط لخوض الانتخابات النيابيّة بعد عامٍ من الآن، بل خصوصاً للتنافس على رئاسة حكومة ما بعد الانتخابات، بعد أن كان تنازل عن هذا التنافس لمصلحة وحدة المعارضة التي سمّت نواف سلام.ومن الواضح أنّ أكثر من جهة، في طرابلس ثمّ في بيروت، سعت الى عرض عضلات انتخابي أمام الدول العربيّة المعنيّة بالشأن اللبناني، وتحديداً السعوديّة، في محاولة لكسب تأييدها في السباق الذي بدأ باكراً على رئاسة الحكومة، والذي سيشهد جولات عدّة سترتفع فيها المنافسة بين رؤساء حكومات سابقين ووزراء حاليّين وسابقين ونوّاب، بالإضافة الى شخصيّات سنيّة سياسيّة واقتصاديّة بدأت تنشط على هذا الصعيد.وما يعزّز هذا التسابق هو قناعة عامّة بأنّ رئيس الحكومة نواف سلام لن يستمرّ في منصبه بعد الانتخابات النيابيّة المقبلة، ما يفتح شهيّة شخصيّات سنيّة عدّة لخلافته على رأس حكومة يُفترض أن تكون تأسيسيّة للبنان الجديد.
انتهت الانتخابات البلديّة في بيروت، ونجت المناصفة من التهديد الذي تعرّضت له، وهو مكسبٌ سيُستخدم أيضاً في السباق الى السراي. سباقٌ سقط فيه أمس النائب إبراهيم منيمنة، ومعه موجة التغيير و… راكبوها.