اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
لفت العلّامة السيّد علي فضل الله، إلى 'التحدّيات الكبيرة الّتي يواجهها وطننا اليوم'، مؤكّدًا أنّ 'الصّبر هو ما يثبتنا على مواقفنا ويمنعنا من التسرّع والانفعال، أو الخضوع للتخويف والتهويل. بالصّبر لا نستعجل النّتائج، فقد نحتاج وقتًا ونفَسًا طويلاً لبلوغها'.
وشدّد، خلال لقاء حواري عقده في المركز الإسلامي الثّقافي في حارة حريك، بعنوان 'مفهوم الصّبر في الإسلام'، على أنّ 'الصّبر ليس ضعفًا أو هزيمة أو قبولًا بالأمر الواقع، كما يظنّ البعض، بل يعني الثّبات على الحق والعدل والقيم، والتمسّك بالمبادئ حتى في أصعب الظّروف. فالصّبر والمثابرة سبيلنا لأن نظلّ أحرارًا كرامًا رغم الإغراءات والتخويف'.
وأشار السيّد فضل الله إلى 'أنّنا سنصبر لأنّنا نثق أنّ الحال مهما كانت سيّئة فلن تبقى. سنصبر رغم الجراح المؤلمة، لأنّنا نتطلّع إلى معادلةٍ تتبدّل لصالح الحقّ والكرامة'. وحذّر من 'مجتمعٍ لا يصبر ولا يتواصى بالصّبر، لأنّه بذلك يصبح خاسرًا في حساب الله، وهشًّا أمام الضّغوط الّتي تستهدف حاجاته ورغباته، فيصير أسيرها. والمجتمع لا يحقّق انتصاراته ولا يتخلّص من هزائمه إلاّ بالصبر والاستقلاليّة'.
واعتبر أنّ 'الواقع السّياسي في البلد أدمنَ التراشق بالكلمات المستفزّة وإطلاق الأحكام والتخوين، بدلًا من اللّجوء إلى الحوار العقلاني الجادّ لعرض وجهات النّظر'، مشدّدًا على أنّ 'الوطن لا يُبنى بعقليّةٍ إقصائيّة أو بالتهميش لأيّ مكوّن أو بالاستقواء الخارجي، وإنّما بالحوار والتكاتف الدّاخلي، وإلّا سيسقط الهيكل على رؤوس الجميع'.
وبالنّسبة إلى الاعتداءات الإسرائيليّة المتكرّرة، طالب الدّولة بـ'تحمّل مسؤوليّاتها تجاه شعبها، واستخدام كلّ الأوراق المتاحة للدّفاع عن الوطن'، مبديًا خشيته من 'مخطّطاتٍ تهدِف إلى ضرب المنطقة بأسرها'. وناشد الجميع 'التوحد وعدم التلهّي أو الشّعور بالضّعف'، محذّرًا من أنّ 'التشرذم سيُسقطنا جميعًا'.
كما دعا فضل الله، الدّول العربيّة والإسلاميّة إلى 'تشكيل جبهة دفاعيّة موحّدة تحمي مصالحها، وأن تتخلّى كلّ دولة عن التفكير الضيّق بحساباتها الخاصّة، لأنّ الانقسام يجعلها هدفًا أمام العدو ومشاريعه التوسعيّة'، مشيرًا إلى أنّ 'الموقف الموحّد المبني على مصالح الشّعوب فقط، هو الطّريق لوقف مخطّطات التقسيم وتمزيق الأوطان والأمّة'.