اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
بالرغم من دلالة الاعتداء الاسرائيلي على بلدة المصيلح، كمكان لمنزل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وموقعه بالتركيبة السياسية والشعبية، واستهدافها تجمُّع آليات ومعدات مدنية مخصصة لاعادة اعمار المناطق والقرى المهدمة، جراء مغامرة حرب «الاسناد»، التي شنّها حزب الله ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي لدعم حركة حماس في حربها مع اسرائيل، الا ان هناك هدفاً اساسياً آخر، يضاف الى منع عملية اعادة اعمار الجنوب، التي تصدَّرت مواقف بري ونواب كتلته النيابية، كما خطابات مسؤولي ونواب حزب الله أخيراً، وتسببت بتأجيج الاجواء السياسية مع رئيس الحكومة نواف سلام، بعد محاولة هؤلاء جميعاً، رمي مسؤولية التلكؤ بتحريك عملية اعادة الاعمار على الحكومة، والتصويب عليها من وراء هذا العنوان، في محاولة مكشوفة لإخفاء فشلهم في القيام بهذه المهمة الضرورية امام مؤيديهم، بالرغم من معرفة الجميع، باستحالة اطلاق الحكومة او اي طرف حزبي،لخطة اعادة الاعمار في الوقت الحاضر، من دون حل المشاكل القائمة بين لبنان واسرائيل، والالتزام بموجبات اتفاق وقف الاعمال العدائية، بينها وبين حزب الله وتنفيذ القرار١٧٠١.
ارادت اسرائيل من عدوانها على المصيلح، توجيه اكثر من رسالة، للدولة اللبنانية ولرئيس المجلس النيابي، الذي كان مهندس اتفاق وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل العام الماضي، وللحزب نفسه، إنها تضع المسار التالي مع لبنان، بعد وقف حربها مع حركة حماس في قطاع غزة، وقد يكون الضغط العسكري وتصعيد الاعتداءات الاسرائيلية على مناطق نفوذ للحزب او قريبة منها، احدى الوسائل المطروحة، لتسريع عملية نزع سلاح الحزب، بلا مماطلة وتبريرات من هنا وهناك، ومنع كل محاولات اعادة الاعمار في الوقت الحاضر، وضرب كل التحركات لتعويم او تفعيل عمل حزب الله من جديد، وصولا لتحقيق الهدف الاساس، وهو تسريع التفاوض بين لبنان واسرائيل، ولو بالواسطة، اذا لم يكن متاحاً الجلوس على الطاولة نفسها وجهاً لوجه، لحل جميع القضايا والمشاكل القائمة بينهما دفعة واحدة، والتوصل الى ترتيبات امنية معينة او اتفاق امني ما، بضمانة اميركية، يُنهي حالة التوتر الامني على الحدود الجنوبية، والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، ويؤسس لمرحلة هدوء مستدامة بين البلدين.
نفذت اسرائيل بعدوانها، ما كانت تروِّج له تهديداتها منذ مدة، واختارت نموذجاً قريباً لنماذج حربها التدميرية ضد الشعب الفلسطيني في غزّة، باستهداف المدنيين، وممتلكاتهم، وألحقت خسائر بشرية ودمرت آليات ومعدات كثيرة، كان يرتقب ان تتولى جانباً من عملية اعادة اعمار المناطق التي دمرتها اعتداءاتها جنوباً، واوصلت ما تريد الى الدولة اللبنانية، وكل الاطراف السياسيين، والسؤال المطروح، كيف يواجه لبنان، نماذج هذه الاعتداءات الاسرائيلية الدموية، بمزيد من الاجراءات الفاعلة لاستكمال نزع سلاح الحزب وبسط سلطة الدولة على كل اراضيها، ام بتجاهل ما حصل والاستمرار بسياسة المراوحة والدوران بالحلقة المفرغة ومراكمة تداعياتها التدميرية.