اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
عقدت الشبكة الفرنكوفونية لمجالس القضاء العليا RFCMJ، مؤتمرا في مراكش – المغرب بتاريخ ١٦ و١٧ تشرين الأول ٢٠٢٥، بموضوع واقع ومستقبل الاستقلالية والمناقبية في القضاء، حيث التأمت في نهاية المؤتمر الهيئة العامة للشبكة وانتخبت هيئة مكتبها الجديد، الذي يضم رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، عضوا في مكتب الشبكة ونائبا للرئيس.
شارك القاضي عبود في المؤتمر والقى كلمة بموضوع 'المناقبية في القضاء اللبناني' استهلها ببيت من الشعر لأمير الشعراء احمد شوقي 'إنّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت،
فإن هم ذهبت أخلاقُهُم، ذهبوا'، مؤكدا على أن المناقبية القضائية تتساوى مع الأخلاق بالنسبة للامم، فإن فقدت المناقبية فقدنا ثقة الناس بالقضاء وفقدنا القضاء.
ثم شدد على أن المناقبية القضائية تجمع بين ما يمليه ضمير الإنسان من سلوكيات في حياته اليومية وما يفرضه العمل القضائي من واجبات مهنية.
وأضاف أن المناقبية القضائية في لبنان أساسها : قسم القاضي ووثيقة القواعد الأساسية لأخلاقيات القضاء لعام ٢٠٠٥ التي تنص على ثماني قواعد للمناقبية القضائية : الاستقلال، واساسها استقلالية السلطة القضائية المنصوص عليها في الدستور، التجرد، النزاهة، موجب التحفظ، الشجاعة الأدبية، التواضع، الصدق والشرف، الأهلية والنشاط.
وأشار إلى أن الشجاعة الأدبية والتواضع هما قاعدتان خاصتان بوثيقة القواعد الأساسية لاخلاقيات القضاء في لبنان.
كما أضاف في كلمته انه بنتيجة تطبيق النصوص القانونية والقواعد الخاصة بالأخلاقيات القضائية تم إنهاء خدمات ثلاثة عشر قاضيا، منهم من هو ايضا ملاحق جزائيا.
ثم عدد القاضي عبود لأبرز المشاريع الخاصة بالأخلاقيات والمناقبية القضائية التي عمل او يعمل عليها مجلس القضاء الاعلى في لبنان بخاصة في السنوات الأخيرة، سواء المتعلق منها فقط بالقضاء اللبناني او بالقضاء بشكل عام في إطار التعاون مع الشبكة الفرنكوفونية لمجالس القضاء العليا، أبرزها مشروع تحديث وثيقة القواعد الأساسية لاخلاقيات القضاء لعام ٢٠٠٥ كي تتماشى مع عصر الرقمنة وتحديات وسائل التواصل الاجتماعي.
في الختام، ذكر عبود بالواقع الصعب لعيش الأخلاقيات القضائية، منذ القدم وحتى اليوم، من خلال القصة الشهيرة ل
Aristide dit le Juste
في كتاب
Plutarque
مشددا على أهمية التوازن في سلوكيات القاضي وعمله، وعلى أن التزام القاضي بقسمه هو أساس المناقبية القضائية.
كانت كلمة في ختام المؤتمر لآمين عام المنظمة، أندره ويميه، أشار فيها إلى أنه كما تم اعتماد توصيات من قبل منظمة المحاكم العدلية العليا الفرنكوفونية AHJUCAF لإنشاء محكمة نموذجية للمحاكم العدلية العليا الفرنكوفونية – وهي فكرة سبق ان أطلقها الرئيس الاول لمحكمة التمييز اللبنانية القاضي سهيل عبود في العام ٢٠٢٠ عندما كان رئيسا للمنظمة- سوف يتم العمل على مشروع توصيات تتعلق بكيفية إنشاء مجلس نموذجي لمجالس القضاء العليا الفرنكوفونية، وذلك انطلاقا من الدراسة التي أعدتها الشبكة مع مؤسسة Robert Badinter بموضوع استقلالية مجالس القضاء العليا الفرنكوفونية.
يذكر أنه في ختام المؤتمر التأمت الجمعية العمومية للمنظمة وانتخبت بالإجماع رئيس وأعضاء مكتبها الجديد الذي أصبح يضم، إضافة إلى مجلس القضاء الاعلى في فرنسا (رئاسة المكتب وبالتالي الشبكة)، مجلس القضاء الاعلى في لبنان، والمغرب والكيبيك والسنغال.
وتضم الشبكة ٢٣ محكمة عدلية عليا في ٢٣ بلدا ناطقا كليا او جزئيا باللغة الفرنسبة موزعا على أربع قارات.