اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
يوجد في اسرائيل ربع الصف الأول من قيادة إدارة ترامب من فانس إلى ويتكوف إلى كوشنير وقادة عسكريين وربما قادة من المخابرات غير مرئيين؛ والسؤال هو عن السبب الحقيقي الذي يقف وراء هذا 'الحج' السياسي والدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي الأميركي إلى إسرائيل. هل يجب تصديق التفسير المعلن والذي يقول أن ترامب أرسل ربع إدارته إلى إسرائيل، بمن فيهم نائبه فانس، حتى يراقبوا ويتأكدوا من أن نتنياهو لا يخرب اتفاق غزة وأنه يلتزم بتنفيذه؟!!
طبعاً هذه المهمة لا تحتاج إلى حضور كل هذا الحشد الأميركي النوعي لإسرائيل؛ وعليه يبقى السؤال مطروحاً عن السبب الحقيقي؟؟..
داخل كواليس التكهنات السياسية يوجد غير تقدير موقف عن خلفيات ما يحدث بين إدارة ترامب ونتنياهو في هذه اللحظة؛ وهناك داخل سلة التقديرات هذه، تقدير يقول أن هناك 'حملة ضغط استراتيجية' غير مسبوقة بتاريخ العلاقة الأميركية الإسرائيلية يمارسها أقوى رئيس أميركي (ترامب) على أقوى رئيس حكومة إسرائيلي (نتنياهو). وهدف ترامب من هذه الحملة هو جعل نتنياهو يبدل استراتيجيته الداخلية اليمينية، والتماهي بدل ذلك مع استراتيجية ترامب الإقليمية التي تقوم على ما يمكن تسميته بـ'الاندماج الإقليمي'؛ أي أن تدفع إسرائيل ثمن قبول العرب بها داخل النادي الاقتصادي، 'اعترافاً ما' من قبلها بالحقوق الفلسطينية.
هذا التقدير هو الشائع حالياً في أوساط مراقبي العلاقات الأميركية الإسرائيلية؛ ويتم الإشارة إلى المعركة الدبلوماسية الدائرة الآن على مستقبل الضفة الغربية بوصفها هي الميدان الدبلوماسي الذي سيتم فيه حسم مسألة ما إذا كانت ضغوط ترامب على نتنياهو ستنجح أم لا!؟.
وضمن هذا السياق؛ فإن الحقيقة تقع الآن في رصد نتائج حرب غزة على اليوم التالي في الضفة الغربية بأكثر مما هي على اليوم التالي في غزة؛ كون الضفة الغربية هي مساحة الهدف الايديولوجي لليمين الديني الصهيوني المتحالف معه نتنياهو بوصفه ممثلاً بالأساس لليمين القومي الصهيوني. وما يجري الآن هو أن ترامب وإدارته تريد من نتنياهو أن يذهب في واحد من اتجاهين إثنين: إما أن يطوع اليمين الديني ويجعله يقبل بنظرية إسرائيل من دون الضفة الغربية؛ وإما أن ينفك عن اليمين الديني حيث يؤمن له ترامب مظلة أمان داخلية من خلال إنهاء محاكمته من جهة وضم يائير لابيد من جهة ثانية لتحالفه الحكومي والانتخابي (أي ما بات يعرف بإنشاء أغلبية الـ٧٢ نائباً).
السؤال الآن هو ماذا سينتقي نتنياهو من بين هذه الخيارات المعروضة عليه هل ينتقي خيار الانفكاك عن اليمين الديني (سموتيرتش وبن غفير، الخ..)؟؟ أم ينتقي الاستمرار بالمناورة بين حبلي غزة والضفة حتى ينشغل ترامب عنه؟؟.











































































