اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
إذا كان الإستحقاق البلدي قد اتسم بنكهات معيّنة سياسية وعائلية في مختلف المناطق، إلّا أنّه ارتدى أهمية قصوى في منطقة المتن الشمالي، التي أثبتت أنّها عصية على كل المحاولات التي استمات خليط من القوى السياسية والحزبية، لتغيير الوضع القائم فيها، والاستيلاء على بلدياتها والقبض على اتحاد بلديات المتن، تارةً بنفخ الأحجام، تارةً ثانية بالضغط والتهديد، وتارةً ثالثة بالتهويل وبَث الشائعات، وتارةً رابعة بالإستقواء بعضلات الغَير والتلطّي خلف رئيس الجمهورية، ومحاولة إنزال هذه المراجع إلى لعبتهم الرخيصة. إذ لم يعدموا وسيلة إلّا واستخدموها لتحقيق غايتهم، من دون أن يتمكنوا من الإخلال بميزان الوفاء في المتن الذي كان ردّه صادماً للعابثين به عبر ما يُشبه «تسونامي بلدي» أذاب الثلج وبيّن المرج، وكانت نتيجته الصارخة إلحاق هزيمة مدوية بمنطق الإستئثار والهيمنة، وبقاء اتحاد بلديات المتن في اليد الأمينة عليه وعلى المنطقة وأهلها؛ كل أهلها من دون استثناء.
22 مقابل 11
العنوان الصارخ للهزيمة المدوّية صاغته بالأمس انتخابات رئاسة اتحاد بلديات المتن، التي رسمت صورة المتن على حقيقته، بفوز رئيسة بلدية بتغرين السيدة ميرنا المر برئاسة الاتحاد، إذ نالت 22 صوتاً، فيما نالت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل 11 صوتاً.
ويتبدّى في هذه النتيجة الفارق الشاسع والكبير بين السيدة ميرنا المر، ونيكول الجميّل، والذي يُعدّ بلا أدنى شك انتصاراً موصوفاً ومضاعفاً للمر، على اعتبار أنّ الجميّل احتشد خلفها حلف سياسي داعم لها على رأسه «الكتائب» و«القوات اللبنانية»، ومعهما نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنائب ابراهيم كنعان... وراهن هذا الحلف في لحظة ما على أنّ ما يملكه من قدرات سياسية وحزبية وغير ذلك، سيُمكّنه من انتزاع اتحاد بلديات المتن والسيطرة عليه، إلّا أنّ الرياح سارت بغَير ما تشتهي سفنه، وجاءت بخسارة موصوفة ومدوّية لحزب «الكتائب»، تُعدّ الأقسى والأصعب عليه في مسلسل خساراته في الانتخابات البلدية في المدن المسيحية الكبرى من زحلة إلى جزين وزغرتا والمتن.
فضح المستور
وكشفت مصادر مطلعة ان السيدة نيكول الجميل فضحت المستور بلسانها وعبر الاعلام ان رئيس الجمهورية يدعم وصولها الى رئاسة الاتحاد، بعدما كان شقيقها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، يبلغ عدداً من رؤساء البلديات ان الرئيس جوزيف عون يريد وصول نيكول الى رئاسة الاتحاد، وبذلك كان يحاول زج اسم رئيس الجمهورية في استحقاق محلي للاستقواء به على غيره، وبالتالي حمّل الرئاسة الخسارة مع خسارته وشقيقته، وكاد ان يتسبب بتشويه صورة العملية الانتخابية الناجحة في كل لبنان.
كلمة المر
في أعقاب انتهاء انتخابات اتحاد بلديات المتن الشمالي، عبّر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع الوطني السابق دولة الرئيس الياس المر عن أسفه لتحوّل الاستحقاق البلدي من إنمائي إلى معركة سياسية بحتة بين مرشحَين اثنَين لرئاسة اتحاد البلديات.
وأشار المرّ إلى أنّ مَن حاولوا تسييس الانتخابات كبّروا حجم خسارتهم، قائلاً: «الانتخابات أصبحت خلفنا، واليوم الفائز الحقيقي هو المتن الشمالي بأكمله، بـ54 بلدية و99 بلدة».
وأكّد أنّ «الرئيسة ميرنا المر، وكعادتها، ستُبقي أبواب منزلها ومكاتبها والاتحاد مفتوحة أمام جميع البلديات، سواء كانت معها أو ضدّها»، مشدّداً على أهمية طَيّ صفحة الماضي.
وفي إشارة إلى الحملة الإعلامية التي رافقت الانتخابات، بالإضافة إلى تخوين الناس وتزوير الأرقام، قال المر: «لا نُريد العودة إلى الوراء. نحن من بيت لم يتعاطَ يوماً بالفساد، وأيدينا نظيفة. فليتّهمونا بالسياسة كما يشاؤون، لكن خلال 30 سنة في الحُكم لم يتمكن أحد من اتهامنا بملف فساد». وأضاف: «كبّروا الحجر حتى وقع على رأسهم».
وختم بتوجيه الشكر لجميع من شارك في العملية الانتخابية، قائلاً: «أشكر مَن انتخب إلى جانب الرئيسة ميرنا المر، فهذا الانتصار يُهدى لهم. وأشكر أيضاً مَن اختار التصويت ضدّها. لكن على الصعيد السياسي، كانت النتيجة واضحة: 22 مقابل 11، ثُلثا المتن قال كلمته».
وكتب النائب ميشال الياس المر عبر حسابه على منصة «إكس»: «مبروك للمتن، السيد الحرّ المستقل. مبروك للمتن الوفاء والإنماء. ولعيونك أبو الياس. مبروك ميرنا ميشال المر».