اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
بيروت – شهد الصالون الأدبي والثقافي في كازينو لبنان – مطعم 'لا مارتينغال' مساء أمس، حفل توقيع كتاب 'الحياد الإيجابي الناشط والسياسات الدفاعية' من تأليف الصحافية نيكول طعمة والدكتور غسان حنا، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية، يتقدمهم النائبان رازي الحاج وسليم الخوري، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، ممثل نقيب المحامين المحامي غسان مقوم، ورئيس بلدية وادي بعنقودين المحامي داني بولس، إلى جانب ممثلة الصالون الثقافي في الكازينو رنا وهبي، وعائلات الكاتبين وعدد من رؤساء البلديات والمهتمين.
كلمات مؤثرة ورسائل وطنية
افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلت ذلك كلمة عريفة الاحتفال آية يونس التي اعتبرت أن الكتاب هو 'أكثر من صفحات، بل رؤية ومسؤولية لمعالجة واحدة من أعقد القضايا اللبنانية'. وأشادت بتجربة الكاتبين، مؤكدة أن 'الكلمة الحرة وحدها تصنع الفرق'.
وفي كلمتها، نوّهت رنا وهبي بأهمية الكتاب كـ'محطة بحثية تضاف إلى رصيد مكتبة كازينو لبنان الثقافية'، مشيدة بدور رئيس مجلس إدارة الكازينو رولان الخوري في دعم الفعل الثقافي، ومشددة على أن 'كازينو لبنان هو مساحة مشرعة للإبداع، لا مجرد صالات ميسر'.
أما رئيس بلدية وادي بعنقودين، داني بولس، فرأى أن 'الكاتبين قدما من خلال كتابهما درسا نادرا في البصيرة، رغم غياب البصر'، مؤكدًا أن 'البصيرة حين تتحالف مع الإرادة تكتب التاريخ'.
نقاش فكري حول المفهوم والدلالة
الدكتور مازن عبود اعتبر أن الكتاب يشكّل 'خارطة طريق عقلانية لتطبيق مفهوم الحياد الإيجابي الناشط'، مشيرًا إلى أن 'لبنان بحاجة إلى تموضع جديد يجنّبه الانهيار الوطني'، لكنه تساءل في الوقت عينه: 'هل يمكن تحقيق هذا الطموح في ظل بنية سياسية تقف عائقًا أمام الإصلاح؟'.
وشدد عبود على أن 'الكتاب يطرح رؤية عملية تعالج خمسة محاور: السياسات الدفاعية، النظام الانتخابي، إلغاء الطائفية السياسية، تعزيز اللامركزية، وتفعيل دور لبنان في المنظمات الدولية'، خاتمًا بأن المشروع 'يتطلب إرادة وطنية ودعمًا دوليًا متزنًا'.
طعمة: الحياد خيار سيادي لا انسحاب
من جهتها، أكدت الكاتبة نيكول طعمة أن 'الكتاب ليس مجرد إنتاج أدبي، بل مشروع وطني ينبض بالحياة'، معتبرة أن الحياد الإيجابي هو 'اختيار سيادي للسلام، لا انسحابًا ولا انكفاء، بل تموضع فاعل في عالم مضطرب'.
وأشارت إلى أن 'هذا الحياد لا يتناقض مع السيادة، بل يعززها من خلال سياسة دفاعية يقظة وجيش وطني صلب'، واعتبرت أن المشروع 'يفتح للبنان آفاقًا اقتصادية وسياحية وثقافية، ويحوّله من بؤرة نزاع إلى واحة أمل'.
وفي ختام كلمتها، توجهت طعمة بالشكر إلى الدكتور غسان حنا 'شريك الفكر والإيمان'، وإلى رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان الخوري لدعمه، كما حيّت والدتها ورفيقتها الدائمة، 'النور الذي منحني القوة في مسيرتي'.
حنا: الحياد ضمانة للاستقرار وركيزة للدفاع
أما الدكتور غسان حنا، فرأى أن لبنان 'رسالة حية في قلب الشرق، تجسّد التعايش والتنوع'، مشددًا على أن الحياد الإيجابي ليس تراجعًا بل 'استراتيجية سيادية متقدمة تحمي الداخل من التصدع، وتحصّن الخارج من التورط'.
وأضاف أن 'لبنان المحايد لا يتخلى عن قضاياه، بل يدافع عنها من موقع السيادة والحرية'، مشيرًا إلى أن 'تحقيق الحياد سيحوّل لبنان إلى مختبر عالمي للتعايش في منطقة ملتهبة'.
في الختام
شكّل الحفل مناسبة لإعادة التأكيد على دور الكلمة في صياغة مستقبل الوطن، وتقديم رؤية فكرية جدّية تسعى إلى بناء دولة عادلة، جامعة، ومحايدة. كتاب 'الحياد الإيجابي الناشط والسياسات الدفاعية' ليس فقط عنوانًا جديدًا في المكتبة اللبنانية، بل دعوة مفتوحة لإعادة التفكير بموقع لبنان ودوره في العالم المتغير.