اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٤ أيلول ٢٠٢٥
جريمة الدامور.. كذبة “الاغتصاب” تنهي حياة شابّين!
إهتزّت منطقة الدامور يوم الخميس في 28 آب المنصرم، على وقع جريمة قتل مروّعة ذهب ضحيتها الشاب خليل طانيوس بو مراد، بعدما أطلق النار عليه مصطفى تسابحجي، نجل المدعو صبحي تسابحجي.
القضية التي شغلت الرأي العام، إتّخذت منذ اللحظة الأولى منحىً درامياً، بعدما نشر الوالد (فيديو) على مواقع التواصل الإجتماعي إعترف فيه بأن ابنه مصطفى هو من نفّذ الجريمة، مبرّراً الفعل بأن الضحية إغتصب إبنته زينب (17 عاماً)، وفق روايته. وإدّعى أنّ بو مراد خطف إبنته تحت تهديد السلاح، وأعطاها مادة مخدّرة، قبل أن يعتدي عليها في منزله في الدامور بعدما كبّلها بالأصفاد.
وبحسب ما قاله الأب، فإن المواجهة بدأت عندما واجه مصطفى الضحية بتهمة الإغتصاب، ليُشهر الأخير سلاحاً بوجهه، ما دفعه إلى إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، قبل أن تتطوّر الأمور إلى إطلاق النار المباشر.
غير أنّ مصادر أمنية أكّدت أنّ القوى الأمنية لم تعثر على أي سلاح بحوزة بو مراد في مسرح الجريمة، ما وضع علامات إستفهام كبيرة حول دقّة هذه الرواية وكشف تضارباً واضحاً في التفاصيل.
ومع مرور نحو ثلاثة أسابيع على الجريمة، تكشّفت معطيات صادمة قلبت المشهد رأساً على عقب. فقد عَلِمَ أنّ كل ما إدّعاه تسابحجي عبر مواقع التواصل الإجتماعي بحق الضحية لم يكن سوى إفتراءات، حتى أنّه نفسه وقع ضحية كذبة إبنته زينب. إذ كشفت المعلومات أنّ زينب إعترفت خلال التحقيقات بأنّ بو مراد لم يُقدِم على إغتصابها، وأنها إختلقت هذه الرواية بدافع عاطفي، كونها كانت مغرمة به وتريد الزواج منه. غير أنّ بو مراد لم يبادلها الشعور وحاول مراراً الإبتعاد عنها، ما دفعها، في لحظة إنفعال، إلى إتّهامه زوراً بالإعتداء عليها.
في يوم حصول الجريمة، وبِهدف الضغط على بو مراد للزواج منها، أخبرت زينب والدها بإدّعاء الإغتصاب.
لم يتردّد الوالد وشقيقها في التوجّه على الفور لمواجهته، وهناك تطوّرت الأمور بسرعة إلى إقدام مصطفى على إطلاق النار الذي أردى بو مراد قتيلاً.
القضية، التي بدأت برواية دفاع عن “الشرف”، تحوّلت اليوم إلى مأساة مضاعفة مع إنكشاف الحقيقة. مأساة أولى تمثّلت بخسارة عائلة بو مراد لإبنها الشاب ظلماً، ومأساة ثانية حلّت بعائلة تسابحجي بعدما أضحى الإبن قاتلاً خلف القضبان، نتيجة كذبة نسجتها إبنة مراهقة لم تدرِك حجم خطورتها