اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
الملك: على المجتمع الدولي التوقف عن التمسك بالاعتقاد الواهم بأن هذه الحكومة الإسرائيلية شريك راغب في السلام #عاجل
* الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يلقي كلمة الأردن في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين
* الملك: عام آخر، ومرة أخرى تنعقد فيها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومحفل آخر أقف فيه أمامكم لأتحدث عن القضية ذاتها: الصراع في الشرق الأوسط
* الملك: هذه ليست المرة الأولى التي تدفعني فيها التطورات على الأرض إلى التساؤل عن قدرة الكلمات على التأثير والتعبير بشكل واف عن حجم هذه الأزمة، ومع ذلك، فإن الصمت قد يعني قبول الوضع الحالي والتخلي عن إنسانيتنا، وهو أمر لا يمكنني القيام به
* الملك: تأسست الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل 80 عاما، وتعهدت بالتعلم من دروس التاريخ. وأقسم العالم أجمع بعدم تكرار أخطاء الماضي. ولكن، وعلى الرغم من ذلك، يعيش الفلسطينيون منذ ذلك الوقت في دوامة قاسية جراء تكرار تلك الأخطاء
* الملك: يستمر القصف العشوائي الذي يستهدف الفلسطينيين مرارا وتكرارا. يستشهد الفلسطينيون ويصابون وتشوه أجسادهم مرارا وتكرارا. يشردون ويجردون من كل شيء مرارا وتكرارا. يحرمون من حقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية، مرارا وتكرارا. وهنا يجب أن أسأل: إلى متى؟
* الملك: متى سنجد حلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ حلّا يحمي حقوق جميع الأطراف، ويوفر حياة طبيعية للأسر التي تعيش في قلب هذا الصراع. متى سأتحدث أمامكم عن الفرص والازدهار والإمكانات، في منطقتي، لا عن المعاناة والدمار؟
* الملك: للأسف، هذا ليس الصراع الوحيد في عالمنا، وقد يقول البعض إن هناك حروبا مدمرة أخرى. لكن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يبقى مختلفا؛ فهو أقدم صراع مستمر في العالم، وهو احتلال غير قانوني لشعب مسلوب الإرادة، من قبل دولة تدعي الديمقراطية، وهو انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة المتكررة والقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان، وهذا إخفاق كان ينبغي أن يثير الغضب ويحفز على اتخاذ إجراءات صارمة، خاصة من كبرى الدول الديمقراطية، إلا أنه قوبل بعقود من التغاضي والخذلان
* الملك: إن الحرب على غزة واحدة من أحلك الأحداث في تاريخ هذه المنظمة، ورغم أننا نعيش هذا الرعب في عصرنا هذا، إلا أن الظلم يمتد لعقود عديدة، إذ إن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ما زال مدرجا على جدول أعمال الأمم المتحدة على امتداد ثمانية عقود، إلى متى سنكتفي بإصدار الإدانة تلو الأخرى دون أن يتبعها قرار ملموس ؟
* الملك: إن الدعوات الاستفزازية للحكومة الإسرائيلية الحالية التي تنادي بما يسمى بـ 'إسرائيل الكبرى' لا يمكن أن تتحقق إلا بالانتهاك الصارخ لسيادة وسلامة أراضي البلدان المجاورة لها، وهذا أمر لا يمكن القبول به. ولا يسعني إلا أن أتساءل: هل كان العالم سيستجيب بمثل هذه اللامبالاة لو أن زعيما عربيا أطلق دعوة مشابهة؟
* الملك: على المجتمع الدولي أن يتوقف عن التمسك بالاعتقاد الواهم بأن هذه الحكومة الإسرائيلية شريك راغب في السلام. بل على العكس تماما، فإن أفعالها على أرض الواقع تهدم الأسس التي يمكن أن يرتكز إليها السلام، وتدفن بشكل متعمد فكرة قيام الدولة الفلسطينية، وقد بينت بشكل واضح أنها لا تلقي بالا لسيادة الدول الأخرى، كما شهدنا في لبنان وإيران وسوريا وتونس والآن أيضا في قطر كما أن خطاباتها العدائية التي تنادي باستهداف المسجد الأقصى قد تشعل حربا دينية تتجاوز حدود المنطقة وتؤدي إلى صراع شامل لن تسلم أية دولة منه