الى متى؟!

بقلم ميشال طوق:

برافو، أتحفتمونا بالبيانات والاستنكار ورجم الشيطان الأصغر بكل الأسلحة الكلامية الثقيلة التي قضّت مضاجعه وتركته محتاراً في كيفية الرد عليها، خصوصاً أنه سلاح ذو فعالية عالية ولم يستطع العدو بعد أن يجد له قبة حديدية لإبطال قوته التدميرية!

المباني تتساقط مثل الكرتون وفي الوقت الذي يراه العدو مناسباً، ومسؤولينا يتنطحون في سوق عكاظ ممجوج مقيت، للرد على هول الصواريخ والانفجارات التي تزرع الخوف والرعب بين اللبنانيين.

كنا نتمنى ألا يدخل هذا العكاظ البعض من المسؤولين الذين نحترمهم ونعول على تصميمهم وإرادتهم في تطبيق الدستور وتنفيذ الاتفاقات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار والذهاب الى بسط سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية، من خلال حصر كل السلاح بالأجهزة الأمنية فقط لا غير، وتفعيل عمل القضاء الى أقصى الحدود ليعم العدل ربوع الوطن والمواطنين، وبالرغم من كل المماطلة التي نراها والتي يستغربها معنا كل العالم المعني بالوضع اللبناني، وبالرغم من ذلك لا زلنا نعول على هؤلاء المسؤولين لإحداث التغيير المطلوب لنصبح وطناً محترماً مثل باقي دول العالم الأخرى.

والسؤال، الى متى؟ هل سنبقى في هذه الدوامة القاتلة التي ستجرنا الى حروب وتهجير جديد؟

ثم تبدأ حفلة التملق والإستعطاف وتبويس الأيادي للحصول على وقف لإطلاق النار والأعمال الحربية، وبعدها محاولة التنصل من الاتفاق أيضاً وأيضاً كما درجت العادة وكما يحصل اليوم؟

الكل يعلم أن اتفاق وقف النار ينص على تجريد كل القوى الغير شرعية من السلاح في كل لبنان وحصره في أجهزة الدولة التي وردت بالاسم، من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية وصولاً الى الشرطة البلدية، كما أنه يعطي الحق لإسرائيل بالتعامل مع أي وضع يخالف بنود الاتفاق ويشكل خطراً عليها، إذا لم تعالجه الدولة اللبنانية بقواها العسكرية!

تفضلوا صارحوا الشعب اللبناني بالذي حصل بالأمس وقبله وقبله منذ توقيع الاتفاق الى اليوم!

هل تُصدر السلطة السياسية أوامر واضحة للقوى العسكرية والأمنية بمداهمة المخازن ومصانع الأسلحة التي تُبلغ عنها اللجنة الأمنية والتي تقصفها إسرائيل لاحقاً؟

هل بعض التصريحات الغير واقعية والتي تستهدف الدول الراعية للاتفاق تجدي نفعاً؟

هل تظنون أن اللبنانيين وكل العالم لا يعرفون ماذا يحصل فعلياً؟

ويضحكون أسفاً على هكذا تصريحات وبيانات لا ترقى الى مستوى الأحداث والتغيرات التي عصفت بالمنطقة وبلبنان منذ 7 تشرين الأول 2003 والتي قلبت المقاييس والموازين رأسا على عقب، والتي يستحيل معها أي عودة الى الوراء؟

بالنسبة لنا كلبنانيين يتوقون للعيش بحرية تامة في وطن مستقل، لن نرضى بأن يبقى مصيرنا معلقاً بأهواء فئة تهوى وتستجلب الخراب والدمار والقتل وترقص على الأنقاض وتهلل للموت… غير آبهة بمصير وطن ربما لا يعني لها شيئاً إلا كجزء من الأمة الكبرى، وحتما لا يعني لها مصير كل اللبنانيين الآخرين.

أنتم على مفترق طرق خطير إن لم تقوموا بواجباتكم وتنفذوا القوانين اللبنانية والإتفاقات الدولية، وكلها من ضمن صلاحياتكم الدستورية التي أعطاكم إياها الدستور اللبناني، والتي على أساسها وصلتم الى مراكزكم، مع كل الدعم الداخلي والخارجي، والذي لا يحق لكم أن تفرطوا به وتهمشوه وتُعادوه من أجل إسترضاء فلان أو علان، لأن التاريخ القريب قبل البعيد، لن يرحمكم.