اخبار لبنان
موقع كل يوم -نافذة العرب
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
في الوقت الذي تشتد فيه الأزمات في قطاع غزة، تتصاعد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية مع استمرار إغلاق المعابر، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على توفر الغذاء، لا سيما اللحوم، تزامنًا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
تقرير حديث صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) في مايو 2025، كشف عن واقع مأساوي؛ حيث يعاني 93% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يعيش ما يزيد عن 470,000 شخص في حالة جوع كارثي، وهي أعلى مراحل الطوارئ الغذائية المعترف بها عالميًا.
أمام هذه الظروف العصيبة، برزت جمعية حياة يولو الخيرية كنموذج للإبداع الإنساني. بخبرة تمتد لأكثر من 11 عامًا في إدارة مشاريع الأضاحي، استطاعت الجمعية ابتكار حل عملي تجاوز عقبات الحصار: تنفيذ عمليات الذبح خارج غزة، وتحديدًا في بلدان تجمع بين انخفاض التكلفة وجودة المنتج، ليُعاد تجهيز اللحوم وتعليبها وفق المواصفات الصحية العالمية، ما يتيح إدخالها للقطاع فور توفر الفرصة اللوجستية.
وقد حققت الجمعية إنجازًا بارزًا خلال عيد الأضحى لعام 2024، عندما تمكنت من إدخال أكثر من مليوني علبة لحوم إلى غزة، ما جعلها من أبرز الجهات الإغاثية في هذا المجال، إضافة إلى تصدرها قائمة المؤسسات المجمعة لحصص الأضاحي في تركيا، وهو ما ترك أثرًا بالغًا في التخفيف من معاناة آلاف الأسر.
ومع اقتراب موسم الأضحى لعام 2025، أطلقت الجمعية حملتها الجديدة تحت شعار:
'أضحية تعبر الحدود… لتصنع فرحة العيد'
والتي تهدف إلى توسيع قاعدة المستفيدين وتغطية شريحة أوسع من العائلات المحتاجة، في ظل الأوضاع المتفاقمة. تبدأ أسعار الأضحية من 150 دولارًا أمريكيًا، وتشمل توثيقًا مفصلًا لكل مراحل المشروع من الذبح حتى التوزيع.
في ظل هذه الأوضاع، تشدد جمعية 'حياة يولو' على أن التضامن مع سكان غزة ليس خيارًا بل ضرورة أخلاقية، حيث تمثل المشاركة في مشاريع مثل الأضاحي رسالة إنسانية تعبّر عن الأمل والرحمة، وتعيد شيئًا من كرامة العيد لمن حُرموا منها قسرًا.