اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
... وانتهت المهلة الأميركيّة. ها هو الموفد الأميركي توم برّاك يحطّ في لبنان. الإبتسامة نفسها والأسلوب نفسه وحتّى ربطة العنق! تلك الربطة البرتقاليّة التي ارتداها خلال زيارته الأولى إلى لبنان... لم نفهم بعد مقصده من ذلك، ربّما يحبّها ويفضّلها على غيرها من الربطات، إلّا أنّ الأكيد هو أنّها تحمل دلالات محدّدة يتوجّب تحليلها، تماماً مثل الدلالات التي تحملها صور زيارته رئيس الجمهوريّة جوزاف عون اليوم والتي انتشرت على حساب الرئيس على منصّة أكس.
أربع (صور) كافية لمعرفة ما إذا كان الجانب الأميركي راضٍ عن الردّ على الورقة التي سلّمها برّاك للدولة اللبنانيّة منذ شهر والتي تتضمّن ملفّات عدّة أبرزها تسليم السلاح غير الشرعي. أربع صور لا أكثر، قد تساعدنا لمعرفة ما إذا كانت الأمور ستأخذ منحى المواجهة الكبرى مع إسرائيل في الأسابيع المقبلة في حال لم يوافق حزب الله على تسليم سلاحه. لذا، تابعوا معنا الصور، وراقبوا!
يركّز الإختصاصي في علم النفس خليل حبشي، خلال قراءته لحركات الجسد على الصورة الأولى. الصورة التي يصافح فيها الرئيس عون برّاك، ويقول، في حديث لموقع mtv: سلام الرجلين على بعضهما البعض إيجابي. فالإبتسامة التي تترافق مع تضييق العينين عادةً ما تدلّ على العاطفة والصدق الحقيقي، مضيفاً: لو كانت الإبتسامة مزيّفة أو سلبيّة، لكانت شملت الإبتسامة عضلات الفم فقط، من دون بروز تجاعيد العيون وذلك استناداً إلى المبدأ الشهير إبتسامة دوشين.
أمّا عن الصورة الثانية، والتي تظهر كافّة الأعضاء المشاركين بالإجتماع، فيعتبر حبشي أنّ حركة الجسد التي يعتمدها كلّ عضو من الجانب الأميركي تدلّ على الإنفتاح لا على المواجهة. يظهر ذلك من خلال وضعيّة الجلوس، واللافت فيها رفع الرقبة لا انحناءها، مستطرداً أنّ حركة الجسد لدى الجانب اللبناني مختلفة، لكنّها لا تدلّ بالضرورة على السلبيّة. فانحناء رقبة المستشار الرئاسي جان عزيز لا تدلّ على المواجهة إنّما على حركة عفويّة قام بها عند التقاط الصورة.
هناك انسجام وتناغم واضح بين الرئيس عون وبرّاك في الصورة الثالثة، يشير حبشي، لافتاً إلى أنّ طريقة جلوس الرجلين إلى الأمام بالطريقة نفسها إيجابيّة، فلو لم يرض أحد منهم على الحديث لما كان ليحني رأسه بل العكس كما أنّ ابتسامة السفيرة الأميركيّة ليزا جونسون توحي بالرضى.
من جهته، أبدى الموفد الأميركي رضاه على الردّ اللبناني، وقال من قصر بعبدا: أنا راضٍ وممتنّ للرد اللبناني وأشعر بأملٍ كبير، ونحن ممتنّون للسرعة واللهجة المتزنة ردًّا على اقتراحاتنا. حركات الجسد مهمّة طبعاً، لكنّ الأهمّ هو مضمون الردّ. فإمّا أن تترجَم إيجابيّة حركات الجسد على الأرض، إمّا أن تتحوّل الأرض إلى ساحة معركة لا سيطرة لأي فريق عليها.