اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٣ نيسان ٢٠٢٥
بعد مضي حوالي 4 أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل الذي بدأ تنفيذه في لبنان يوم 27 نوفمبر الماضي، تستمر إسرائيل في استباحة الأراضي اللبناني برا وجوا، وصولا إلى الغارات الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة منذ بدء سريان الإتفاق، ومع استمرار الغموض حول الإتفاق الذي جرى توقيعه بين الجانبين ووسط صمت مطبق للجنة الخماسية التي ترعى تنفيذ هذا الإتفاق، الإرباك اللبناني الواضح في التعامل مع المستجدات يجري الحديث عن مخاوف جدية بأن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية تجاه لبنان بضوء أخضر أميركي.
ونقلت صحيفة 'الأخبار' عن جهات مطّلعة تقديرها أنّ عملية اغتيال أحد قادة حزب الله حسن بدير، في قلب الضاحية، قد تكون بمثابة تمهيد لعملية عسكرية إسرائيلية كالتي بدأت مطلع تشرين الأول واستمرت حتى 27 تشرين الثاني الماضييْن.
ونسبت الجهات نفسها المعلومات إلى مصادر دبلوماسية تحدّثت عن احتمال كبير بأن 'تقوم إسرائيل بعملية عسكرية ضمن مهلة زمنية محدّدة، وأن الأميركيين أعطوا الضوء الأخضر لذلك'. ومن غير المعروف ما إذا كان ذلك بعدَ زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس أم أن الأخيرة ستؤخّر زيارتها إلى ما بعد تنفيذ العملية.
إقرأ أيضا: «هوية مزورة» تقود إلى عملية ضبط أسلحة وذخائر حربية في بعلبك.. ماذا حصل؟
وأشارت الجهات نفسها إلى أن 'لبنان الرسمي يعيش حالة من الخوف'، وإلى أنه بمعزل عن كل ما يقال عن 'موقف لبناني موحّد يرفض الضغوط الخارجية وتدشين المسار السياسي الدبلوماسي مع إسرائيل والابتزاز الذي يُمارس على لبنان'، إلا أن التقديرات تشير إلى أن 'زيارة أورتاغوس ستحدث انقساماً كبيراً، خصوصاً أن البعض سيتذرّع بهذه الضغوط ويطالب بالرضوخ لها لأن لبنان غير قادر على تحمّل الكلفة'.
وتعزّزت المخاوف بعدما لمس المسؤولون أن 'المحاولات الخارجية، ولا سيما تلكَ التي قامت بها باريس لمنع تدهور الأوضاع وانفجارها لم تجد نفعاً'، لذا 'تلقّى الرئيس جوزاف عون خلال وجوده في فرنسا، نصائح بتفادي خيار الرفض المطلق لمجموعات العمل الثلاثية، والبحث عن مخرج شكلي لمسار ما بين الأمني والتقني البحت والسياسي – الدبلوماسي، أقلّه ريثما تتضح المسارات في المنطقة في ضوء ما يُحكى عن ضربة قريبة لإيران'.
جهود فرنسية مكثّفة
بدورها، نقلت صحيفة 'الجمهورية' عن مصادر رسمية موثوقة، إشارتها إلى 'وساطة فرنسية تكثف خلالها جهد واضح وحثيث في الأيام الاخيرة مع الأميركيين والإسرائيليين لتبريد الوضع وخفض التصعيد والحؤول دون انزلاقه إلى مخاطر أكبر'.
وفي هذا الإطار، أبلغ مرجع سياسي إلى 'الجمهورية' قوله إنّه لا يعزل زيارة اورتاغوس عمّا سبق تسويقه اخيراً، سواء على لسانها شخصياً او لسان المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف عن نزع سلاح حزب الله وتشكيل لجان المفاوضات الثلاث مع إسرائيل حول الخط الأزرق والنقاط الخمس والأسرى. وكلها تشكّل غطاءً لهدف إطلاق مسار التطبيع مع اسرائيل.
وأكّد المرجع انّ 'لبنان يرفض فكرة تشكيل لجان المفاوضات الثلاث حول النقاط الخمس والنقاط الخلافية على الخط الأزرق والأسرى، باعتبارها لا تنسف فقط اتفاق وقف إطلاق النار الذي نلتزم به رغم خروقات إسرائيل له الذي زادت عن 1500 خرق واعتداء، بل تطيح بالقرار 1701 وكل آلياته التنفيذية'.
وأضاف 'لبنان ثابت على التزامه الكلي باتفاق وقف إطلاق النار، ومتمسك بالقرار 1701، ويؤكّد على تطبيق كل مندرجاته، وهو ما يوجب الضغط الدولي والاميركي تحديداً على إسرائيل للالتزام باتفاق وقف النار والقرار 1701'.