اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأخبار
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
تختلف الجولة في بلدة كترمايا عن أي جولة أخرى لأيّ من قرى إقليم الخروب، إذ لطالما عُرفت عن أهاليها حماستهم الزائدة للانخراط في العمل السياسي. ويصعب أن تمر مناسبة في الإقليم من دون أن تكون للبلدة حصتها في رفع الصور أو حشد التظاهرات والمسيرات.
على هذا المنوال، يخوض أهالي كترمايا الانتخابات البلديّة والاختياريّة، إذ يصعب إحصاء الصور الموزّعة في الأحياء وعلى الجدران، ما يشي بمعركةٍ «على المنخار» بين اللائحتين المتنافستين، وإن كان معظم الأهالي يرفضون تسميتها بالمعركة مفضّلين مصطلح «التنافس لأنّنا كلنا أهل وأقرباء».
هذا الحديث الذي يتناقله أهالي كترمايا مع التشديد على حرصهم على إعلاء المصلحة العامة على ما عداها من خلافات، يكاد يتكرّر في كل الجلسات كإشارة إلى غياب التشنّج وانتظار صناديق الاقتراع الأحد المقبل.
وهو ما ارتكزت إليه الأحزاب الأساسية في المنطقة، تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الإسلامية، عندما حاولت إرساء توافق حول لائحة ائتلافيّة للأحزاب، قبل أن تصطدم هذه المحاولة بطرح «الجماعة» حلاً «وسطياً» يقوم على تقاسم رئاسة البلدية بين الأحزاب الثلاثة، أي عامين لكلّ طرف.
وفيما يشير مسؤولو «الجماعة» إلى أنّهم لم يتلقّوا رداً على الاقتراح، يؤكّد «المستقبليون» و«الاشتراكيون» أنّ تريّث حزبيهما في الرد ليس هو ما أفشل الجهود، طالما أنّ «الجماعة» لم تسأل عن الإجابة وكانت تعمل على تشكيل نواة لائحة.
كلّ ذلك يؤكّد أنّ قراراً ضمنياً اتُّخذ بالسيْر في تحالفٍ بين «الجماعة» والعائلات، مقابل تحالف بين «الاشتراكي» و«المستقبل» والعائلات انطلق من أرضيّة مشتركة، وهي التقاطع على اسم رئيس البلديّة الحالي يحيى علاء الدين الذي يمتلك حيثيّة شعبيّة في البلدة.
واستندت تشكيلتا اللائحتين إلى رموز حزبيّة كوجود 7 مرشحين من كوادر «الجماعة» أو من يدورون في فلكها في لائحة «كترمايا بلديتي» التي ضمّت أيضاً مرشحتين من أصل 15، من دون الاتفاق مسبقاً على اسم الرئيس، وإن كان البعض يُرجّح أن تكون الرئاسة مناصفة على أن تؤول في المرحلة الأولى إلى رئيس البلدية السابق محمد نجيب حسن.
الوجود الحزبي ينسحب أيضاً على «لائحة كترمايا تستحق» برئاسة علم الدين، والتي تضم كادرات من «الاشتراكي» و«المستقبل». ويؤكّد مسؤولو «التيار» أنّ التحالف تمّ قبل قرار الرئيس سعد الحريري العزوف عن خوض الانتخابات البلدية، ما حتّم على المرشّحين الاستمرار بترشيحاتهم بصفتهم الشخصية من دون تدخّلات من مسؤولي «التيّار الأزرق».
وعليه، ينتظر أن تشهد المعركة التي يتوقّع أن يُشارك فيها نصف الناخبين، أي نحو 3500 مقترع، عمليات تشطيب تحول دون فوز أي لائحة كاملة، خصوصاً أنّ الغلبة العائليّة تسيطر على توجّهات أهالي البلدة.
اللافت أن اللائحتين لم تُراعيا ضمّ مرشحين مسيحيين رغم أن في البلدة نحو 250 ناخباً مسيحياً.