اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
المشهد الانتخابي لن يختصر الحدث المحلي بمجمله إذ ثمة تحركات رسمية بارزة ستتزامن مع الجولة الانتخابية وتاخذ حيزاً من الاهتمامات الداخلية.
عشية الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع بدأ المشهد الانتخابي كأنه يستعيد فصولاً روتينية لا تتجاوز الأطر التي طبعت الجولتين السابقتين ولو أن الأنظار تتركز على عدد محدود من المعارك المصنفة مفصلية والتي تتقدمها بيروت وزحلة كما تتركز الأنظار على بعلبك لتبين ما ستسفر عنه من نتائج قد ترتب دلالات مهمة. ولكن المشهد الانتخابي لن يختصر الحدث المحلي بمجمله إذ ثمة تحركات رسمية بارزة ستتزامن مع الجولة الانتخابية وتاخذ حيزاً من الاهتمامات الداخلية.
فرئيس الجمهورية العماد جوزف عون يغادر بيروت قبل ظهر اليوم بيروت إلى روما لتمثيل لبنان في القداس الحبري لافتتاح حبرية البابا لاوون الرابع عشر الذي يقام في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان قبل ظهر غد الاحد، ويلتقي بالبابا الجديد بعد القداس. ويزور الرئيس عون مطلع الاسبوع مصر ويلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبحث العلاقات الثنائية، وملف دعم الاستقرار اللبناني. كما تشمل الزيارة لقاءات مع شخصيات دينية، ابرزها شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب وبابا الأقباط تواضروس الثاني، إلى جانب لقاء مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مقر الجامعة في القاهرة.
من جهته، وصل رئيس الحكومة نواف سلام إلى بغداد لترؤس وفد بلاده إلى القمة العربية التي تنعقد اليوم في العاصمة العراقية . وثمّن سلام، لدى وصوله الى بغداد، “الدور التاريخي للعراق في لمّ الشمل العربي وبناء جسور التعاون بين الأشقاء”، مؤكداً على “أهمية تعزيز التنسيق العربي لمواجهة القضايا الراهنة والتحديات المشتركة”.
أما المناخ الانتخابي عشية الجولة الثالثة فكرس الانشداد إلى العاصمة بيروت من حيث طغيان تحدي تمرير الاستحقاق بما يوفر عامل المناصفة بين الأعضاء المنتخبين مسيحيين ومسلمين وسط اشتداد حملات التعبئة التي تتولاها الأحزاب والقوى المنخرطة في المعركة الانتخابية لتوفير نسبة إقبال معقولة علماً أن الخشية تبدو كبيرة من إقبال خفيف على الانتخابات من شأنه ان يفتح الباب واسعا امام احتمالات التشطيب واسقاط عامل المناصفة. وهذا التخوف يبدو اكبر لجهة لائحة ائتلاف الأحزاب والعائلات التي تواجه خطر الخرق من اللوائح المنافسة ولو انها اللائحة الأقوى والمؤهلة للفوز مبدئياً.
ولعل ما جرى أمس في تطوّر خطير في انتخابات بلدية رياق- حوش حالا، عزز المخاوف من نتائج غير ميثاقية جديدة علماً أن طرابلس أيضاً انتهت الى مجلس بلدي سني بالكامل مع عضو علوي واحد . ففي رياق– حوش حالا سحب المرشحون المسيحيون ترشيحاتهم لعضوية المجلس البلدي المؤلف من 18 عضواً، موزعين عرفاً بين 10 مقاعد للمسيحيين وبين 8 للطائفة الشيعية، تبعاً لعدد الناخبين في البلدة الذين يشكل المسيحيون منهم الثلثين والشيعة الثلث، بما سيؤدّي إلى إعلان فوز مجلسها البلدي بالتزكية بخلل تمثيلي للطائفة المسيحية.
اما معركة زحلة فتكتسب طابعاً مختلفاً بدت معها المبارزة بين “القوات اللبنانية” من جهة ومروحة حزبية واسعة داعمة للائحة رئيس البلدية الحالي من جهة أخرى مفتوحة على مفاجأت حتى اللحظة الاخيرة .فقد ساد الترقب امس في انتظار قرار التيار الوطني الحر فيما أن الثنائي الشيعي لم يلتزم أي موقف محدد وترك الحرية لانصاره وترددت معلومات غير مؤكدة عن مفاوضات بين “التيار” و”القوات اللبنانية” للاتفاق على التحالف الانتخابي في زحلة . ولكن معلومات أخرى أفادت ان الشائعات عن هذه المفاوضات لم تكن دقيقة واستهدفت رفع سقف “التيار” مع القوى الداعمة للائحة الأخرى المنافسة ل”القوات”. وافيد ان قرار “التيار” سيحسم ويعلن اليوم.
على صعيد اخر برز امس إشكال كبير وخطير بين “أهالي” بلدة الجميجمة قضاء بنت جبيل، ودورية من اليونيفيل، تدخل الجيش اللبناني على الاثر لفضه الامر الذي تكررت معه اعتداءات على اليونيفيل يشتبه بان “حزب الله” يتخفى وراءها دوما.
وأعلن المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي انه “صباح اليوم، وأثناء قيام دورية تابعة لليونيفيل بنشاط عملياتي روتيني بين قريتي الجميجمة وخربة سلم، قامت مجموعة كبيرة من الأفراد بلباس مدني بمواجهة الدورية. وقد حاول هؤلاء الأفراد إيقاف الدورية باستخدام وسائل عنيفة، شملت استخدام العصي المعدنية والفؤوس، مما أدى إلى إلحاق أضرار بآليات الدورية. ولحسن الحظ، لم تُسجّل أي إصابات.داً على ذلك، استخدم حفظة السلام في اليونيفيل وسائل غير فتاكة لضمان سلامتهم وسلامة جميع المتواجدين في المكان.وقد تم إبلاغ الجيش اللبناني، الذي حضر على الفور إلى مكان الحادث، وتولى مرافقة الدورية إلى قاعدتها. تؤكد اليونيفيل أن هذه الدورية كانت مخططة مسبقاً ومنسقة مع القوات المسلحة اللبنانية. وتُذكّر اليونيفيل جميع الأطراف بأن ولايتها تنص على حرية حركتها ضمن منطقة عملياتها في جنوب لبنان، وأي تقييد لهذه الحرية يُعدّ انتهاكاً للقرار 1701، الذي يخوّل اليونيفيل العمل بشكل مستقل، سواء بوجود القوات المسلحة اللبنانية أو بدونها. وعلى الرغم من التنسيق الدائم مع الجيش اللبناني، فإن قدرة اليونيفيل على تنفيذ مهامها لا تعتمد على وجوده. إن استهداف حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة أثناء تنفيذهم لمهامهم الموكلة من مجلس الأمن أمر غير مقبول. وتدعو اليونيفيل السلطات اللبنانية إلى ضمان قدرة قواتها على تنفيذ مهامها دون تهديد أو عرقلة.
كما تؤكد اليونيفيل مجدداً أن حرية حركة قواتها تُعد عنصرًا أساسياً في تنفيذ ولايتها، التي تتطلب منها العمل باستقلالية وحيادية تامة.وتجدد اليونيفيل دعوتها لجميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها تعريض حياة حفظة السلام للخطر، وتؤكد على ضرورة احترام حرمة أفراد ومقرات الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.