اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
عندما تحترق النيران بلونها الوردي: ماذا تكشف الألوان عن شراسة الحريق؟
في أغلب حرائق الغابات، اعتدنا على وهج اللهب البرتقالي والأحمر، الألوان التقليدية الناتجة عن احتراق النباتات. لكن حين يتحوّل اللّهب إلى وردي فاقع، أو قرمزي داكن، أو أرجواني، لا يكون المشهد مجرّد ظاهرة بصرية مخيفة، بل إنذار علمي واضح.
هذه الألوان غير المألوفة تدل على أن الحريق بلغ درجات حرارة قصوى، غالبًا تتجاوز 800 درجة مئوية، وقد تصل إلى أكثر من 1000 درجة مئوية في البؤر الأكثر اشتعالًا. عند هذه الحرارة، لا تكتفي النباتات بالاحتراق فقط، بل تتبخّر بالكامل، ويبدأ تركيب اللّهب الكيميائي نفسه بالتغيّر.
تظهر درجات اللون الوردي والأرجواني عادةً عندما:
• تشتعل الأشجار الغنيّة بالراتنجات والزيوت الطيّارة بشكل انفجاري.
• تمتلئ الأجواء بجزيئات الدخان الكثيفة التي تكسّر الضوء وتعدّل الألوان الظاهرة.
• تدخل عناصر مثل البوتاسيوم أو في حالات نادرة آثار من الليثيوم الناتجة عن مخلفات بشرية في تفاعل اللّهب.
لكن خلف المعادلات الكيميائية تكمن الحقيقة الصادمة: اللهب الوردي يعني أن الخطر خرج عن السيطرة بالكامل. حرائق بهذه الحِدّة تولّد أنظمة رياح خاصّة بها، تقفز فوق خطوط الحماية، وتنثر الشرارات على بُعد كيلومترات.
أن تقف بالقرب من حريق كهذا هو أن تشهد على قوّة الطبيعة حين تفلت من كل قيودها…غابات تتحوّل إلى رماد، تضاريس تُمحى، والهواء مثقل بالحرارة والاختناق والحزن.
#القبيات #حريق_الجرد