اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٤
يسيطر جو من القلق والخوف على أجواء عيد الميلاد هذا العام في بلدات وقرى منطقة مرجعيون. وغابت التحضيرات التي تسبق العيد عادة، وبدت مظاهره خجولة جداً بسبب الحرب والخشية من تجدّد العمليات العسكرية وتكرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار. وعلى الرغم من ذلك، يأمل الأهالي مع ولادة الطفل يسوع، بتحقيق السلام والأمان والاستقرار وبمستقبل جديد للبنان وللبنانيين وللأجيال المقبلة.
في أي حال، سيحرم أبناء منطقة مرجعيون للسنة الثانية على التوالي، من نعمة العيد ومعانيه وحتى من طقوسه، فاليأس والحزن يخيّمان على النفوس بفعل نتائج الحرب التدميرية. وأصبحت الكنائس شبه فارغة من المؤمنين، ولا حركة تجارية حقيقية تذكر في المنطقة ونحن على أبواب العيد.
وينتظر الأهالي بفارغ الصبر عودة الاستقرار إلى قراهم في ظل تفاقم الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية السيئة والتي جعلت أجواء عيد الميلاد في مرجعيون ناقصة.
في موازاة الواقع الأمني الهش، يصرّ الأهالي على مواجهة التحديات وتجاهل الواقع المرير، وسط حرص شديد على تجسيد معاني العيد الحقيقية من خلال إقامة شجرة الميلاد في المنازل والكنائس وصولاً إلى تزيين البلدات وطرقاتها وأماكنها المقدسة.
وقال خادم رعية القليعة المارونية الخوري بيار الراعي :'من المؤكد بعد سنة وشهرين من الحرب لا يمكن أن تكون نفسية المؤمنين جيّدة .لكنّ إيماننا ورجاءنا بيسوع المسيح يغذيان النفوس ويساعداننا على الدخول في أجواء العيد'. أضاف: 'بالنسبة إلى تحضيرات العيد، لن تكون كما كانت في السنوات السابقة لأن أجواء العيد اليوم تحمل في طياتها نوعاً من القلق والخوف والقلّة. لكنّ رجاءنا الدائم بالمسيح، يدفعنا إلى التغلب على هذا الخوف كي نعيش الميلاد بترقب روحي'. وتمنّى الراعي 'تحقيق الهدوء وعودة الحياة إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن'.
وقال اسكندر رزق من القليعة: 'الميلاد هو عيد الرب، عيد الفرح والمحبة، وولد في مغارة لكي يعلمنا التواضع، لكن ونحن نعيّد اليوم، هناك في القلب غصة على ما جرى للوطن من دمار وتدمير وتهجير'. ولفت إلى أن هناك 'بيوتاً معيّدة وبيوتاً غابت عنها مظاهر العيد'. أضاف: 'لأن عيد الميلاد هو عيد الفرح والمحبة والسلام، فنحن نتضامن مع كل أبناء الوطن لكوننا عائلة واحدة حتى لو اختلفت انتماءاتنا السياسية والدينية. ونأمل أن تأتي حمامة السلام وتبشرنا بغصن الزيتون بالأمل ويكون هناك خلاص لهذه البلاد'، وأعرب عن الأمل أيضاً بـ 'وقف إطلاق النار بشكل كامل، بعد دخول دول كبرى في مراقبة تطبيق الاتفاق'.
بدورها، قالت السيدة سمر بحري: 'نحن في مرجعيون نحضّر لعيد الميلاد الذي لا يمكن أن يمرّ بدون مغارة وزينة واحتفالات ورموز دينية. وهذا العيد مهم جداً عندنا وفي العالم كله، وإن شاء الله سيعود أولاد جديدة مرجعيون إلى بيوتهم بأقرب وقت ممكن حتى نحتفل جميعاً بهذا العيد. ونتمنى انتهاء الحرب كي نعود لحياتنا الطبيعية فيحتفل الناس في منازلهم ومع عائلاتهم التي تتلاقى مع بعضها البعض'.
ورأت السيدة بولا أن عيد الميلاد هذا العام 'يطلّ علينا، ونحن في حالة عدم استقرار سياسي وأمني للسنة الثانية على التوالي'، أضافت: 'نأمل بميلاد الطفل يسوع، عودة الحياة إلى ربوع الوطن، لأننا نؤمن بأن ميلاد الطفل يسوع يحمل معه المحبة والأمل بالرجاء والسلام. وتواضع المسيح الذي ولد في مغارة صغيرة هو رسالة للجميع من أجل الوحدة والعيش المشترك الذي هو أساس هذا الوطن الذي هو بأمس الحاجة إلى تواضعنا ومحبتنا لبعضنا'.
وخلصت إلى القول: 'ما أجمل أجواء الميلاد، هذا العيد ينتظره الكبار والصغار من سنة إلى سنة ليعود حاملاً معه المحبة. الآمال والأمنيات كبيرة بالعيد هذه السنة'، معتبرة وقف إطلاق النار 'هدية المسيح لنا على أمل ديمومة الاتفاق وعودة السلام والأمان لربوع منطقتنا العزيزة'.