اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
بيروت ـ زينة طبارة
في انتظار يوم الأحد المقبل موعد المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية، تتجه الأنظار إلى البلدات المسيحية في البقاع الشمالي المتاخمة للحدود السورية، وتحديدا إلى كل من رأس بعلبك البلدة التي تتميز بانتماء الغالبية الساحقة من عائلاتها إلى مذهب الروم الملكيين الكاثوليك، والبقاع التي تتشارك فيها الغالبية الكاثوليكية مع أقلية مارونية الحياة بحلوها ومرها، إضافة إلى مناصفة عددية بين الكاثوليك والسنة في بلدة الفاكهة ـ الجديدة.
تتحضر البلدات الثلاث المذكورة لخوض المعركة الانتخابية وسط حماوة لم تشهدها الانتخابات البلدية والاختيارية السابقة (2016)، وغير موجودة في محيطها ذات الاغلبية الشيعية والمطعم بأقلية سنية في الهرمل وساحقة في عرسال.
رأس بعلبك
تقع البلدة على سفح سلسلة جبال لبنان الشرقية المتاخمة للحدود السورية شمال ـ شرق البقاع، تعد 15000 نسمة بين مقيم ومغترب، غالبيتهم الساحقة من مذهب الروم الملكيين الكاثوليك، يتشاركون الحياة مع أقلية مارونية لا تتجاوز 200 نسمة وملتزمة كنسيا بمراسم الطقس البيزنطي (زواج وعمادة ودفن)، وتتراوح نسبة المشاركة المتوقعة في الاقتراع للمجلس البلدي العتيد بين 48 و51%.
المعركة الانتخابية في رأس بعلبك ظاهرها سياسي وباطنها مزيج من متناقضات، وتدور رحاها بين لائحتين مكتملتين: «نبض رأس بعلبك» يرأسها المقاول نضال مشرف مدعومة من حزب «القوات اللبنانية» والعائلات، و«ضيعتنا مسؤوليتنا» يرأسها العميد المتقاعد سليم نصرالله مدعومة من «التيار الوطني الحر» وحزب «الكتائب اللبنانية» ومناصري «الحزب السوري القومي الاجتماعي» وشخصيات وفعاليات سياسية واجتماعية ونقابية أبرزها الوزير السابق البير منصور.
سعى المحامي في الاستئناف سميح بشراوي (ماروني من المتوقع ان يترشح لاحقا لمركز نقيب المحامين في بيروت) لانتزاع توافق بين المتنافسين على المجلس البلدي في رأس بعلبك رئاسة وعضوية، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بسبب تراجع البعض عن وعوده له (كما قال)، وإصرار البعض الآخر على خوض الانتخابات ترشيحا واقتراعا.
تواصلت «الأنباء» مع المحامي بشراوي فقال: حاولت جاهدا انتزاع توافق بين العائلات في محاولة استباقية لإنقاذ المجلس البلدي العتيد من شلل حتمي سيصيبه لا محالة، ويحول دون تمكينه من تحقيق الإنجازات الإنمائية المطلوبة للبلدة، وذلك نتيجة التشطيب الذي ستشهده اللائحتين المتنافستين خلف الستار العازل، وبالتالي ولادة مجلس بلدي غير متجانس لا سياسيا ولا اجتماعيا وقوامه الصراعات والمناكفات والمحسوبيات.
وأضاف: الجميع غلب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة لرأس بعلبك، باستثناء الوزير السابق البير منصور الذي وافق على اجتماع يعقد في مطرانية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك بين العائلات، بما فيها الشخصيات والفعاليات السياسية والعسكرية والحزبية إضافة إلى ممثلين عن جمعيات ومنظمات هيئات المجتمع المدني، بهدف إبرام توافق يقضي باختيار فريق بلدي برئاسة العميد المتقاعد جوزف مشرف ومن ذوي الكفاءات العلمية والخبرات العملية وبمشاركة وازنة من المرأة، قوامه التجانس والانسجام، الا ان التدخلات والوشوشات ولغة التحريض من قبل ذوي المنافع الخاصة والشخصية والعائلية حالت دون انعقاده.
وعن توقعاته لما سيحمله اليوم التالي بعد الأحد المقبل، قال بشراوي: أتوقع معركة انتخابية عنوانها العصبيات الشخصية، وبالتالي ولادة مجلس بلدي غير متجانس مصيره الشلل.
بدوره، قال المدير السابق لثانوية رأس بعلبك الرسمية حكمت سمعان: مخطئ من يعتقد ان المعركة الانتخابية في رأس بعلبك معركة نفوذ وإثبات وجود وتحديد أحجام بين الاحزاب السياسية لاسيما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. انها معركة بين عائلات تتنافس حتى بين أفراد البيت الواحد على رئاسة المجلس البلدي وعضويته من جهة، وعلى المقاعد الاختيارية من جهة ثانية. والدليل على صحة كلامي هو انتماء بعض المرشحين على لائحة ضيعتنا مسؤوليتنا المدعومة من «التيار البرتقالي»، إلى القوات اللبنانية، والعكس صحيح فيما يخص اللائحة المنافسة المدعومة من القوات. فما بالك والعميد سليم نصرالله نفسه الذي يرأس اللائحة المدعومة من التيار معروف بتأييده لـ «القوات»؟ هذا يعني وباختصار شديد ان التشطيب سيكون خلف العازل سيف الفصل بين المواقف والأحكام، وسيكون بالتالي المجلس البلدي عبارة عن خليط غير متجانس وموحد، وعلى موعد حتمي مع الصراعات والخلافات بين أعضائه.