اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٥ شباط ٢٠٢٥
كشف رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع الثلاثاء تفاصيل جديدة عن عدوان «البيجر» بحق عناصر من حزب الله خلال أيلول الماضي، زاعمًا إنه «كسرت وحطّمت روح» الحزب، وشكلت مفترقا كبيرا في الحرب عليه.
وفي 17 أيلول الفائت، فجّرت إسرائيل أجهزة «البيجر» الخاصة بعناصر حزب الله، مما أسفر عن استشهاد 20 شخصًا وإصابة 2700 آخرين. وفي اليوم التالي، انفجرت أجهزة لاسلكية يستخدمها عناصر الحزب، ما أدى إلى استشهاد 12 آخرين.
نقطة التحول في الحرب
وفي كلمة له خلال المؤتمر السنوي الدولي لمعهد أبحاث الأمن القومي (INSS) حيث تم منح «جائزة للموساد تقديرًا لمساهمته الفريدة في أمن إسرائيل من خلال عملية البيجر في لبنان»، قال برنيع إنها عملية «تم التخطيط لها بذكاء وإبداع، باستخدام الحيلة والخداع».
وأضاف «ترمز العملية إلى نقطة التحول في الحرب في الشمال وبداية العشرة أيام التي تغيرت فيها المعادلة ضد أعدائنا. يمكن رسم خط واضح من البيجر إلى تصفية (الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد حسن) نصرالله وصولًا إلى الاتفاق»، أي اتفاق وقف إطلاق النار.
وتطرق رئيس الموساد إلى الضربة التي تلقاها حزب الله، قائلًا: «حزب الله تلقى ضربة قاسية جدًا حطمت روحه. النصر في الحرب لا يُقاس بعدد القتلى أو الصواريخ، بل بالقدرة على كسر الروح والمعنويات والدافع لدى العدو».
وكشف برنيع أن الموساد كان يستعد للحرب في لبنان منذ عام 2006، موضحًا: «لقد حاربنا لسنوات طويلة ضد الذراع التنفيذية لإيران على حدودنا الشمالية. الموساد كان يستعد لحرب لبنان الثالثة منذ عام 2006. جمعنا معلومات استخباراتية دقيقة وخاصة على مدار سنوات طويلة، وعززنا التعاون مع الاستخبارات العسكرية (أمان) في مجموعة واسعة من العمليات الاستخباراتية والميدانية. بادرنا وخططنا لعمليات وقدرات خاصة داخل أراضي العدو، وفهمنا أن الحرب القادمة ستكون مختلفة عن الحروب السابقة».
ما هي العملية التي استغرقت عقدا؟
وتحدث برنيع عن التخطيط للعملية قائلًا: «عملية البيجر تُعتبر حديثة نسبيًا مقارنة بعملية أجهزة الاتصال التي تم تنفيذها في اليوم التالي. عملية أجهزة الاتصال تم تطويرها منذ أكثر من عقد في عهد تامير باردو واستمرت خلال فترة يوسي كوهين. فكرة عملية البيجر نشأت عندما أدركنا أن عملية أجهزة الاتصال ليست فعالة في جميع سيناريوهات القتال».
وأضاف «لذلك، فكرنا في طريقة أخرى لاستهداف مقاتلي حزب الله من خلال تفجير جهاز مرتبط دائمًا بأجسادهم. وتمكن أفرادنا المبدعون من استغلال هذه الفرصة». وأضاف أن البنية التحتية للعملية أُنشئت في عام 2022، وتم إرسال أول شحنة إلى لبنان قبل أسابيع قليلة من 7 تشرين الأول 2023.
تفاصيل العملية
وفيما يتعلق بتفاصيل العملية، كشف برنيع قائلًا إن «تشغيل العمليتين في بداية الحرب لم يكن ليحقق الإنجاز الحاسم في ساحة المعركة كما حدث عند تنفيذها في الوقت المحدد» لينفي بذلك ادعاء وزير الدفاع السابق يوآف غالانت إنها كانت ستتم في 11 تشرين الأول، أي بعد 4 أيام من معركة «طوفان الأقصى».
وأضاف: «عند تنفيذ العملية، تم تفجير عدد أكبر من أجهزة البيجر وضعف عدد أجهزة الاتصال. كانت هناك معضلة كبيرة بشأن توقيت التنفيذ. لن أخوض في التفاصيل، لكن في الجلسة التي تمت الموافقة فيها على العملية، تم عرض مدرستين فكريتين كان لكل منهما مبرراتها في وقتها. رئيس الوزراء اتخذ القرار بعكس الموقف السائد في النقاش، وها نحن اليوم نتلقى الجائزة».
وأردف قائلا إن «كمية المتفجرات التي احتوتها جميع أجهزة الاتصال والبيجر مجتمعة لم تتجاوز كمية المتفجرات الموجودة في لغم أرضي واحد».
ووصف برنيع يوم الهجوم العدواني بالقول «إنه اليوم الذي تفوقت فيه الحيلة على القوة المادية. رغم أن كمية المتفجرات في جميع الأجهزة لم تتجاوز تلك الموجودة في لغم واحد، إلا أن كسر الروح كان هائلًا».
إقرأ/ي أيضا: غالانت يكشف أسرار الاغتيالات الكبرى في «الحزب» و«أكبر خطأ أمني» في عملية «البيجرز»