اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٨ نيسان ٢٠٢٥
بيروت ـ عامر زين الدين
وصفت مصادر محلية ودولية الاستحقاق البلدي المرتقب في مرحلته الاولى في جبل لبنان في 4 مايو المقبل بالاستثنائي، لناحية المسارات الجديدة التي ابرزها، باعتباره الاول بعد 2016 وما تلاه من تمديد «تقني» للمجالس البلدية والمخاتير، وقد تخلله استحقاق الانتخابات البرلمانية التي افرزت مجموعة نيابية من 13 نائبا وصلت من خارج الاصطفافات السياسية السائدة.
ما يصح مقاربته سياسيا بالنسبة إلى المسار التغييري يلتقي مع مسارات جديدة، بعضها شبابية ترى الاستحقاق البلدي من المنظار الاكثر فعالية للإنماء البلدي وتحقيق الطموحات، والذي يتجاوز احيانا المعمول به لسنوات طويلة خلت، عبر الاتيان بعناصر من فئة القادرين على العطاء، الأمر الذي لا ينسجم في بعض الاحيان مع الاعراف والالتزامات العائلية والاهلية، والمساعي الكبيرة الجارية على مستوى العاصمة بيروت للحفاظ على المناصفة خير دليل على ذلك، انما تتأثر بها قرى وبلدات كبيرة وصغيرة.
عليه، فإن القيادات السياسية والروحية في منطقة الجبل، حيث المحطة الاولى في الاستحقاق تبذل جهودا مضاعفة للحفاظ على التوازن الاهلي الاسلامي ـ المسيحي، بما يراعي التمثيل العائلي والطائفي، فيما المشكلة الأساسية تبقى لدى طامحين للدخول إلى «الجنة» البلدية او الاختيارية، من دون مراعاة لتلك الخصوصيات.
الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين أوضح لـ «الأنباء» بالأرقام والتحالفات مسار الاستحقاق البلدي والاختياري، قائلا «ستجري الانتخابات لـ 1065 مجلسا بلديا تضم 12818 عضوا، والمجالس الاختيارية هي 3082، موزعة على 1436 مدينة وقرية، فيما 371 بلدة من دون مجلس بلدي، كما ان المجالس البلدية يتراوح حجمها بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وان كانت نسبة 42% منها اي 448 للصغيرة التي تضم الواحدة 9 أعضاء، والباقي 258 بلدية تضم 12 عضوا، 286 تضم 15 عضوا، 50 بلدية تضم 18 عضوا، 21 بلدية تضم 21 عضوا إلى بلديتي بيروت وطرابلس وتضم الواحدة منهما 24 عضوا.
وأضاف «الصورة الانتخابية الشاملة غير واضحة كثيرا خصوصا للمرحلتين الثالثة (البقاع وبعلبك الهرمل وبيروت) والرابعة (الجنوب). اما بخصوص محافظة جبل لبنان التي أقفل فيها باب الترشح للانتخابات البلدية على التزكية في 40 بلدية حتى الآن، فثمة مساع لتحصيل المزيد من التوافقات بهذا الخصوص».
وقال «اما بالنسبة إلى المعارك الانتخابية الفعلية في جبل لبنان، فتكمن في المناطق الساحلية المسيحية وتحديدا في جبيل، حيث التنافس قائم بين «التيار الوطني الحر» (لم يشكل لائحة خاصة به، بل تعاون مع عدد من أبناء المدينة المعترضين على ما سموه تفرد النائب زياد الحواط) و«القوات اللبنانية»، وفي جونية بين 3 لوائح الاهم فيها لائحة تضم: تحالف القوات وحزب «الكتائب» إلى النائبين نعمت افرام وفريد هيكل الخازن والنائب السابق منصور غانم البون وهو تحالف اضداد، في مواجهة لائحة «التيار» ورئيس البلدية الحالي جوان حبيش. المعركة الثانية في الجديدة - البوشرية - السد، حيث التحالف بين «القوات» و«الكتائب» (ومعهما النائب ابراهيم كنعان)، في مواجهة «التيار» وآل المر، ومعركة في منطقة الحدت تمثل الانقسامات السياسية، وكذلك العديد من البلديات المماثلة».
وتابع شمس الدين «بالنسبة إلى المراحل الثانية والثالثة والرابعة، فلا يمكن رسم صورة قبل الانتهاء من الترشيحات، فيما العقدة الأساسية هي بيروت لناحية موضوع المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، اذ ان المدينة تضم 515 الف ناخب، 66% من المسلمين و33 من المسيحيين و1% من الإسرائيليين (حسب تسجيل طائفتهم في لوائح الشطب، ودون شطب المتوفين لغياب أبناء تلك الطائفة بعد هجرة اليهود من بيروت). وعلى هذا الاساس كانت المساعي لتكريس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، فكان رد المسلمين القبول بالمناصفة شرط تعديل الصلاحيات، باعتبار السلطات التنفيذية في البلديات بيد رئيس البلدية، باستثناء بيروت التي هي بيد المحافظ الأرثوذكسي، وتلك صورة مصغرة عن المشكلات الطائفية في البلد، والتي قد تفضي المشاورات إلى تأجيل انتخابات بيروت، لانه من الصعب الاتفاق على صيغة قانونية، أو إنجاز توافق بين قوى مختلفة من الآن وحتى موعد الانتخابات 18 مايو المقبل».
وختم شمس الدين «ثمة معركة في زحلة بين ميريام سكاف (رئيسة «الكتلة الشعبية») و«القوات» بوجه رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب والنائب ميشال ضاهر، والأيام ستكشف عن المزيد من التوافقات او المعارك في القرى والبلدات اللبنانية».