اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٨ نيسان ٢٠٢٥
لعلّ أبرز ما يلفت في عمل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أنّه لا يغفل عن أي تفصيل بارز على الساحة اللبنانية، فهو يعالج كافّة الملفات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية والرياضية بطريقة متساوية من حيث إعطائها الأهمية اللازمة ومعالجتها في 'وقتها' المناسب.
في هذا الإطار، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفدًا من مجلس الشيوخ الفرنسي استقبله، قبل ظهر اليوم، في قصر بعبدا، بحضور القائم بالأعمال الفرنسي برونو دا سيلفا، بأن 'قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية متّخذ وفق ما ورد في خطاب القسَم وتتمّ معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظًا على السلم الأهلي في البلاد'.
وأكّد الرئيس عون أنّ 'الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملًا جنوب منطقة الليطاني وفقًا للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي ويواصل تنظيف القرى والبلدات التي ينتشر فيها من الذخيرة والمظاهر المسلحة، علمًا أنّ وحدات الجيش تعمل في منطقةٍ واسعةٍ ما يتطلب وقتًا لاستكمال مهمّاتها'.
ولفت إلى أنّ 'العائق الأساسي الذي يحول دون وصول الجيش الى الحدود هو وجود خمس تلال يحتلها الجيش الإسرائيلي، علمًا ألّا قيمة عسكرية لهذه التلال، لكن رفض الإسرائيليين الانسحاب منها يعقّد الأمور ويمنع الاستقرار على الحدود، الأمر الذي يجعل الانسحاب الإسرائيلي من هذه التلال أمرًا ضروريًا ليستكمل الجيش انتشاره وتكون الدولة اللبنانية قد بسطت سلطتها على كامل أراضيها'.
وإذْ أكد الرئيس عون للوفد الفرنسي أنّ 'الجيش يقوم بواجباته في منطقة شمال الليطاني أيضًا'، لفت إلى أنّه 'منتشر على الحدود الشمالية والشرقية أيضًا ويتولّى حمايتها والقيام بالمهام المطلوبة منه لا سيما مكافحة الإرهاب ومنع تهريب البشر والمخدّرات من البرّ والبحر، إضافة الى مهمة الحفاظ على الأمن في الداخل وغيرها من المهام التي يقوم بها على الرَّغم من قلّة عديده وتجهيزاته وتقاضي العسكريين رواتب مُتدنّية قياسًا إلى الأوضاع المعيشية الصعبة'.
كما أكّد أن 'العودة الى لغة الحرب ممنوعة وأنّ هذا الأمر تبلّغه جميع المعنيين وهو مطلب لبناني جامع'، مُشددًا على أنّ 'معالجة موضوع حصرية السلاح تتمّ بمسؤولية وطنية عالية حماية للسلم الأهلي في البلاد'.
وعرض الرئيس عون للوفد الإنجازات التي تحققت منذ تشكيل الحكومة ونيْلها الثقة والتدابير الإصلاحية التي اتخذتها والتعيينات التي أجرتها والقوانين التي أقرّها مجلس النواب وتلك التي تنوي الحكومة إحالتها إليه، ولفت إلى أنّ 'هذه الإصلاحات حاجة لبنانية قبل ان تكون مطلبًا خارجيا'.
وشدد الرئيس عون على أنّ مكافحة الفساد لها الأولوية بالنسبة إليه وإلى الحكومة، 'ولا مجال للتراجع عن محاسبة الفاسدين والمُرتكبين'.
وردًا على أسئلة الوفد الفرنسي، لفت الرئيس عون إلى أنّه على تواصل مع الرئيس السوري أحمد الشّرع 'للتنسيق وتفادي أي إشكالات أمنية على الحدود'، وأنّ لجانًا مشتركةً اتُفق على تشكيلها بعد زيارة رئيس الحكومة إلى دمشق مؤخّرًا وذلك 'بهدف معالجة كل المواضيع العالقة، لا سيما الأساسية منها، مثل ترسيم الحدود البرية والبحرية والنظر في سبل معالجة أوضاع النازحين السوريين في لبنان، ولا بدّ من انتظار نتائج هذه الاتصالات وتنفيذ المسائل التي يتم الاتفاق عليها'.
ولفت الرئيس عون إلى أنّ 'وجود غالبية النّازحين السوريين في لبنان بات وجودًا اقتصاديًا وليس أمنيًا أو سياسيًا بعد التطورات التي حصلت في سوريا، لذلك طالبنا المجتمع الدولي بأن يقدم المساعدات إليهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة إليها بدلًا من دفعها في لبنان ما يعني استسهال البقاء فيه'.
وردًا على سؤال الوفد الفرنسي عن العلاقات اللبنانية – الفرنسية، أشار الرئيس عون إلى أنّه 'على تواصل دائم مع الرئيس إيمانويل ماكرون ونعمل معًا على إيجاد الحلول المناسبة للمواضيع ذات الاهتمام المشترك'، مُقدّرًا 'وقوف فرنسا إلى جانب لبنان واتخاذ الرئيس ماكرون مواقف داعمة للقضية اللبنانية في المحافل الإقليمية والدولية، إضافة إلى دعواته إلى عقد مؤتمرات في باريس لدعم لبنان واقتصاده'.
وعن الانتخابات البلدية والاختيارية، أكّد الرئيس عون أنّها 'ستجرى في موعدها والدولة ستؤمّن سلامة العملية الانتخابية إداريًا وأمنيًا، أمّا الخيارات فتعود للبنانيين الذين يقرّرون هم من يمثلهم في المجالس البلدية والاختيارية'، وقال: 'ما نسعى إليه في لبنان هو بناء الدولة وإعادة ثقة الداخل والخارج بها، ونعمل على المحافظة على الاستقرار السياسي والأمني لتفعيل هذه الثقة'.
وضم الوفد الفرنسي كلًا من السيناتورات ETIENNE BLANC، وLOIC HERVE، وGISELE JOURDA، وANNE-LAURE SAINT-DIZIER. علمًا أن هذه المجموعة تضم 130 سيناتورًا يتابعون أوضاع الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط.
السفير الروسي
واستقبل الرئيس عون السفير الروسي الكسندر روداكوف مع وفد من السفارة، وتمّ التداول في الأوضاع العامة وموقف لبنان من التطورات الراهنة سياسيًا وأمنيًا، إضافة الى العلاقات اللبنانية – الروسية وسبل تطويرها في المجالات كافة.
وأبدى السفير الروسي استعداد بلاده لمساعدة لبنان، لا سيما خلال مرحلة النهوض التي بدأها مع انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة جديدة.
وتقرر تفعيل اللجان المشتركة بين البلديْن لا سيما خلال الزيارة التي ينوي وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي القيام بها لموسكو الشهر المقبل.
عبد المسيح
واستقبل الرئيس عون النائب أديب عبد المسيح الذي أوضح أنه عرض مع رئيس الجمهورية الوضع في الجنوب في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وآخرها الغارة على الضاحية الجنوبية أمس.
كما تطرق البحث إلى حاجات منطقة الكورة الإنمائية والاجتماعية.
وقال النائب عبد المسيح: 'بحثت أيضًا مع فخامة الرئيس الوضع الاقتصادي ونتائج مباحثات الوفد اللبناني إلى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، وأثنيت على الطريقة التي يتّبعها الرئيس في لمّ شمل اللبنانيين وتنفيذ خطاب القسَم الذي نؤيّد مضامينه كاملة'.
نقابة الطيارين اللبنانيين
كما استقبل الرئيس عون، بعد ظهر اليوم، في قصر بعبدا، المجلس التنفيذي لنقابة الطيارين اللبنانيين برئاسة رئيس المجلس آلان جون ديب، الذي ألقى كلمةً في مستهل اللقاء عرض فيها التحديات التي يواجهها الطيارون اللبنانيون في عملهم، مشيرًا إلى 'أنّهم من أكثر الشرائح التي تفانت في عملها في كلّ المراحل والظروف الصعبة التي مرت فيها البلاد'.
وتمنّى ديب 'تطوير قطاع الطيران في لبنان بما يحافظ على تاريخه العريق، وسلامة الملاحة الجوية، وعلى حقوق الطيارين وفقًا للقوانين المرعية الإجراء، ليواصلوا عملهم في لبنان، بدلًا من الاضطرار إلى اللجوء إلى الهجرة'.
وأثنى الرئيس عون على' الانضباط والالتزام والمهنية العالية للطيارين اللبنانيين، الذين أثبتوا شجاعةً عاليةً في خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وباتوا قدوةً في التفاني في العمل في لبنان والعالم'.
وأكد لهم 'وقوفه إلى جانبهم في مواجهة تحدّيات عملهم، وعزم الدولة على تطوير قطاع الطيران في مختلف المجالات، لمواكبة مسيرة إصلاح مؤسسات الدولة والنّهوض بالبلاد'.