اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
في واقعة مؤلمة تهزّ الضمير الإنساني، لقيت امرأة وابنتها حتفهما داخل منزلهما في مدينة نوتنغهام البريطانية، بعد مرور حوالي 4 أشهر على اتصال الأم بخدمة الطوارئ طالبة المساعدة، دون أن يتجاوب أحد مع نداء الاستغاثة.
تفاصيل الحادث تعود إلى الثاني من فبراير 2024، عندما اتصلت ألفونسين جياكو لوجا، البالغة من العمر 47 عاماً، برقم الطوارئ 999، وأبلغت الموظفة أنها تشعر بالبرد وغير قادرة على الحركة، وطالبت بتوفير العون لابنتها لورين شولا (18 عاماً)، التي كانت تعاني من متلازمة داون وصعوبات تعلم، وتعتمد على والدتها في كل احتياجاتها اليومية.
خلال المكالمة، قدمت لوجا عنوان منزلها الواقع في منطقة رادفورد، وقالت بصوت ضعيف: 'أنا في السرير، أشعر بالبرد ولا أستطيع الحركة… أحتاج إلى مساعدة لابنتي'، قبل أن ينقطع الاتصال بشكل مفاجئ.
لكن، للأسف، لم تُرسل سيارة إسعاف، إذ اعتبر مستشار الطوارئ أن الاتصال انقطع بلا مبرر جدي، وأغلق الملف دون إعلام فريق الإرسال أو اتخاذ أي إجراء.
بعد مضي نحو 16 أسبوعاً، وتحديداً في 21 مايو، عُثر على الجثتين داخل المنزل في حالة تحلل متقدمة. وأظهر التحقيق أن الأم كانت تعاني من فقر الدم المنجلي وتوفيت على الأرجح جراء إصابتها بالتهاب رئوي، فيما لم يُحسم سبب وفاة الابنة، لكن الخبراء لم يستبعدوا أن تكون قد ماتت بسبب الجفاف أو سوء التغذية بعد فقدان والدتها التي كانت ترعاها بشكل كامل.
رئيسة قسم سلامة المرضى في خدمة إسعاف شرق ميدلاندز، سوزان جيفونز، وصفت ما حدث بأنه 'فرصة ضائعة' لإنقاذ حياتين، مؤكدة أن المكالمة كان يجب تحويلها فوراً إلى فريق الإرسال حال التأكد من العنوان.
أما الطبيب الشرعي ستيوارت هاملتون، فأشار إلى أن حالة الجثتين تؤكد أن الوفاة وقعت منذ 'أسابيع أو حتى أشهر'، مرجّحاً أن الأم ربما فارقت الحياة في نفس يوم الاتصال الطارئ.
اللافت أن لوجا كانت قد غادرت المستشفى قبل الحادثة بأيام قليلة بعد خضوعها لنقل دم بسبب حالتها الصحية المتدهورة، وخرجت بشكل استثنائي لتتمكن من الاعتناء بابنتها. ويواصل المحققون عملهم في القضية، في إطار جلسات تحقيق من المتوقع أن تستمر 5 أيام لكشف كل تفاصيل هذا الإهمال القاتل.