اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
تتغير تقديرات تل أبيب بخصوص احتمالات الوضع على الحدود الشمالية وبخاصة مع لبنان من يوم إلى يوم.. ولكن العامل الثابت في هذه التقديرات الإسرائيلية المتغيرة، هو الثبات عند اعتبار أن حدوث جولة قتال لأيام مع حزب الله هو أمر حتمي؛ وأكثر من ذلك هو حتمي ومنع حدوثه مستحيل.
.. وتحت سقف التقدير الإسرائيلي بأن منع الحرب بين إسرائيل والحزب مستحيلة؛ يقع المتغير في تقدير إسرائيل عند كيف ستندلع؛ أو كيف ستنفجر الشرارة الأولى التي ستتبعها جولة القتال لأيام؟؟.
في البداية قالت إسرائيل أن الشرارة الأولى أو لحظة انفجار هذه الحرب قد تحدث لأي سبب كان، وفي أي وقت؛ وذلك على خلفية أن إسرائيل مصرة على قطع تنامي مسار استعادة حزب الله لقوته العسكرية تحت أعين الدولة اللبنانية التي لا تستطيع لجم هذا المسار(!!).
.. لكن منذ أواخر الأسبوع الماضي أخذت إسرائيل تحدد وتقول ان هناك سبباً بارزاً بعينه هو الذي سيؤدي للتسبب بالشرارة الأولى وبانفجار حرب أو قتال لأيام معدودة؛ وهذا السبب هو بالتحديد احتمال أن يبادر حزب الله لتنفيذ هجوم مباغت على إسرائيل!!.
..وعليه فإن تل أبيب لم تعد تقول ان الحرب ستندلع فقط لأن الحزب يستمر في تعزيز قوته، بل بالأساس لأن الحزب سيشن هجوماً جزئياً ومباغتاً على إسرائيل؛ مما سيؤدي لرد فعل إسرائيلي عنيف يدوم على شكل قتال لأيام ولكنه لن يصل لمستوى حرب شاملة..
غير أنه خلال اليومين الأخيرين قامت إسرائيل بتحديث تقدير الموقف خاصتها إذ بات يقول ان الشرارة الأولى أو السبب المباشر لتجدد الحرب أو لبدء 'جولة قتال لأيام' بين إسرائيل ولبنان، يعود لكون حزب الله سيبادر لتنفيذ هجوم كبير على إسرائيل برعاية وتشجيع من إيران!!.
السؤال هو ما هي خلفيات هذا التدرج الإسرائيلي بالتصعيد على مستوى صياغة تقدير موقفها من احتمال تجدد الحرب مع لبنان؟؟. وما هي الأسباب الخفية التي جعلت صانع تقدير الموقف الإسرائيلي يسربها منذ شهر حتى الآن للإعلام العبري، وفق التدرج التالي:
الحرب ضد حزب الله حتمية.
الحرب ليست فقط حتمية بل يستحيل منع نشوبها.
الحرب ضد الحزب ستكون على شكل 'جولة قتال لأيام' ولن تتحول لحرب شاملة.
الحرب ضد الحزب أسبابها 'معقولة' وهي عدم انقطاع خط تسلح الحزب عبر سورية.
الحرب ضد حزب الله ستحدث لأن وتيرة تسلح الحزب أسرع من وتيرة سحب سلاحه.
الحرب حتمية كون الجيش اللبناني ينقل بمركباته السلاح للحزب(!!) وكون إدارة أحمد الشرع تغض الطرف عن مرور السلاح للحزب من سورية إلى لبنان (كلام يدعو للتعجب، ولكن إسرائيل سربته عبر إعلامها كسبب لاندلاع الحرب الحتمية، ويلاحظ أن تسريبه سبق وترافق مع جولة نتنياهو وكاتس وزامير في مناطق داخل سورية احتلتها إسرائيل بعد ٨ سبتمبر).
في الأسبوع الأخير سربت إسرائيل أحدث تقدير لسبب الحرب الحتمية مع لبنان، وهو التالي:
إيران تشجع حزب الله على شن هجوم كبير على لبنان!!.
وليس خافياً أن إسرائيل من خلال جميع تقديرات المواقف التي سربتها هذه للحرب، كانت تريد توزيع رسائل لعشرات الجهات وليس لجهة واحدة؛ وعليه فإن السؤال الأساس هل إسرائيل تهول بالحرب من أجل الحصول على مكاسب سياسية؛ أم هي فعلاً تتبع 'سياسة تهويل من أجل التنفيذ الفعلي'؛ أي من أجل شن جولة قتال لأيام ضد لبنان وليس فقط ضد حزب الله؟؟.











































































