اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
أنا في حيرةٍ من أمري، يا ربّ.الحرب تلتهمُ الأرض من حولي، والقتلُ والنهبُ والخرابُ يعلو صوتَ كلِّ شيء.لا أسمع إلا صرخاتِ الضحايا، ولا أشمّ إلا رائحةَ الدم.إلى أين نمضي في هذا الليل الكثيف؟من لنا سواك؟إليك وحدك نرفع الدعاء:أنقذنا من الدماء، يا ربّ!
إلى أين يأخذنا هذا الشرق المتخبّط بالجنون؟ما الشرّ الذي يُضمره الغد؟أيّ أفخاخ تُنصب لنا، ونحن نجهلها؟ الطغاة يُديرون رقابنا، والدول الكبرى تعبث بمصير شعوبنا كأحجارٍ على رقعة شطرنج.
إلى أين نمضي، والعداوات تتأصل؟ إلى أين، والطائفية تنهش جسد الأوطان، والثأر يسكن القلوب، والدين يُستعمل غطاءً للموت؟البراءة تُذبح، والدماء تُقدّم قربانًا على مذابح الأنظمة الجائرة.نعم، يا رب، لا ملجأ لنا سواك.أنقذنا من الغرق في الدم.
هل نحن على حافة حرب أهلية؟ هل صار سفك دماء الأبرياء مباحًا باسم الدين أو الوطن؟الخطيئة أصبحت سياسة، والتطرّف ديانة، والمجرمون يتلوّنون بلباس الحملان.ونحن، ما زلنا نناقش تفاهاتٍ في وقتٍ تُقصف فيه الحياة.
نصرخ إليك من عمق الضيق:نجّنا من كلّ ضيقٍ وغضبٍ وخطرٍ وشدّة! أنت وحدك معزّينا، معيننا، رجاؤنا في الأحزان.كن مع شعبك. املأ الأرض من رحمتك، واكسر سيف الظلم بيدك العادلة.فليعلم العالم أنك حاضر، أنك حي، أنك الديّان العادل. نصرخ إليك بصوت إيليّا النبي: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ (2 ملوك 5: 16).
يا رب، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك! (يوحنّا ٦: ٦٨)اجعلنا مثل بطرس، لا نهرب من وجهك، بل نلتصق بك،اجعلنا نرفض كلّ وهمٍ لا يقود إلى الحياة الأبدية.فأنت وحدك النور، وبنورك نعاين النور.
في زمن السلاح والغدر،في زمنٍ سقطت فيه القيم،نرجوك: أقمنا معك، احطنا برحمتك، سيّج رعيتك بنعمتك، وأشرق علينا بنور وجهك.
نحن نؤمن أن الظلام لا يدوم،وأن الفجر أقوى من الموت،لكننا ضعفاء، خائفون، مُرتبكون، فنصرخ إليك، كما ذاك الأب القديم: أُؤمن يا سيد، فأعن عدم إيماني! (مرقس ٩: ٢٤).