اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
كتبت حسناء سعادة في 'سفير الشمال':
رغم ما جرى ويجري في غزة وجنوب لبنان، ورغم القمم العربية والاستنكارات والتنديد بما يفعله العدو الاسرائيلي من انتهاكات للقانون والمواثيق والاتفاقات الدولية وتهديد العديد من الدول بوقف التعامل مع اسرائيل، لا يزال التطبيع الناعم مع الكيان الصهيوني يسير بانسيابية وهدوء وبطرق متعددة قد يكون من يقوم بها مدرك وعن سابق تصور وتصميم لكل ابعاد هذا الامر، او لكي لا يكون هذا الاتهام شموليا، ربما يكون البعض غير مدرك لهذه الابعاد.
في الماضي البعيد كان اي فريق عربي رياضي يرفض المشاركة في مباراة مقابل الفريق الاسرائيلي احتجاجاً وتضامناً مع القضية الفلسطينية، كما لطالما رفض اللاعبون العرب مواجهة المنافسين الاسرائيليين في اكثر من محطة رياضية.
في الماضي البعيد والقريب كان وزراء ونواب لبنان يرفضون المشاركة في اجتماع يشارك فيه اسرائيلي، اليوم البعض يعتبر ذلك امراً عادياً طالما لم يحصل اجتماع مباشر، كما حصل في بروكسيل مع وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي.
لا شك في أن التطبيع الناعم اخطر بكثير من التطبيع الرسمي الذي بالطبع سيثير رفضاً وجدلاً فيما الاول يمرر فكرة التعايش تدريجياً الى الوعي الشعبي فيصبح ما كان مستنكراً مألوفاً، ورويداً رويداً تذوب الحواجز النفسية ويصبح الموضوع امراً واقعاً سواء عبر تعاون تجاري او رياضي او ثقافي او عبر مبادرات شبابية او حتى عبر افلام ومسلسلات ومؤخراً عبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
يؤكد خبراء ان اسرائيل قطعت شوطاً كبيراً في التطبيع الناعم مع العديد من الدول العربية الا ان ما حدث اثر عملية طوفان الافصى ٧ تشرين الاول من عام ٢٠٢٣ فرمل هذه الاندفاعة من قبل السائرين على طريق التطبيع ليس تضامناً مع الفلسطينيين بل خوفاً من ردات فعل شعوبهم.
خطورة التطبيع الناعم أنه يمرّر فكرة “التعايش” تدريجياً في الوعي الشعبي كونه يستهدف القاعدة الشعبية ويعوّل على الوقت لاختراق الحواجز وبهدوء ومن دون اي ضجيج ما يحوّل الاستثناء إلى قاعدة، والمرفوض إلى طبيعي.