اخبار لبنان
موقع كل يوم -وزارة الإعلام اللبنانية
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
نظّمت جامعة القديس يوسف في بيروت (USJ) في حرم العلوم والتكنولوجيا في مار روكز، حفل تخرّج مشترك لطلابها في عدد من كليات ومعاهد الجامعة، برعاية وزير الإعلام المحامي بول مرقص وبحضور رئيس الجامعة الأب البروفسور سليم دكاش اليسوعي، إلى جانب نواب الرئيس، والعمداء، وأعضاء من الهيئة التعليمية، وخريجين سابقين، ووفد من عائلة شاغوري، وذوي المتخرجين وشخصيات.
وشمل الحفل طلاباً من كليات ومعاهد الجامعة الآتية:
• كلية الآداب والعلوم الإنسانية – رامز ج. شاغوري (FLSH)
• معهد الآداب الشرقية (ILO)
• المدرسة اللبنانية للتكوين الاجتماعي (ELFS)
• كلية اللغات والترجمة (FdLT)
• مدرسة المترجمين والمفسرين في بيروت (ETIB)
• كلية العلوم الدينية (FSR)، بما فيها معهد العلوم الدينية العليا (ISSR) ومعهد الدراسات الإسلامية-المسيحية (IEIC)
• كلية العلوم التربوية (FSédu) ومعهد المربين اللبنانيين (ILE)
• كلية العلوم الاقتصادية (FSE)
• معهد الدراسات المسرحية والسمعية والبصرية والسينمائية (IESAV)
• أكاديمية التكوين على المواطنة (AFC).
وكان من أبرز محطات الحفل إعلان اتفاقية تسمية بين الجامعة ومؤسسة 'جيلبير وروزماري شاغوري'، تقضي بإطلاق اسم 'كلية الآداب والعلوم الإنسانية – رامز ج. شاغوري' على الكلية. ويُعدّ هذا العمل الخيري دليلاً على التزام المؤسسة بقضايا التعليم، والصحة، والبيئة، ورسالة واضحة في الإيمان بالتعليم رافعةً للتقدّم المجتمعي.
وفي كلمتها الافتتاحية، أشارت مديرة دائرة النشر والتواصل في الجامعة السيدة كريستين أوميرا وازن، إلى الرسالة التي يحملها كل خريج وهي 'أن يسهم في بناء عالم أفضل، بعقلانية، وضمير حي، ومحبة'. كما نوّهت بـ'الدور الرائد لمؤسسة شاغوري، التي تعمل بصمت وفاعلية في عدد من الدول'، مؤكدة أنّ 'هذا العطاء يجعل من العائلة جزءاً من تاريخ الجامعة، ويخلّد اسمها في سجل رسالتها'.
دكاش
ثم ألقى دكاش كلمة وجدانية، لفت فيها إلى 'رمزية هذا الحفل الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الـ150 لتأسيس الجامعة'، مؤكداً أنّ 'هذا التاريخ يشهد على العلاقة الوثيقة بين الجامعة والوطن في مختلف مراحل التحديات والنهوض'، وقال: 'نحن لا نربّي عقولاً لامعة فحسب، بل نربّي ضمائر مستنيرة'.
وتحدّث عن دلالة إطلاق اسم رامز ج. شاغوري على الكلية، معتبراً أن الاسم 'يحمل في طيّاته بُعداً مباركاً، ودعوةً متجددة للإيمان بجمال الكلمة وعمق الفكر'، مستشهداً بأقوال الراحل شاغوري 'النجاح ليس مفتاح السعادة، بل السعادة هي مفتاح النجاح.'
ووجّه كلمات خاصة إلى كل فئة من الخريجين، فقال إلى خريجي اللغات والترجمة:'أنتم حماة المعنى في عالم يشهد تقاطعات لغوية وتحولات ثقافية'،
وإلى خريجي التربية: 'أنتم بناة المستقبل، وغرسكم سيؤتي ثماره في الأجيال'، وإلى طلاب العلوم الدينية: 'أنتم دعاة السلام والإيمان المتنوّر'، وإلى طلاب الاقتصاد: 'أنتم مدعوون لوضع الاقتصاد في خدمة العدالة الاجتماعية'.
وختم: 'أحبّوا لبنان، لكن لا كما هو، بل كما يجب أن يكون: دولة قانون وعدالة ومواطنة. لا تتعلّقوا بلبنان الطوائف، بل بلبنان الحقّ والمساواة.'
مرقص
بعدها كانت كلمة للوزير مرقص فقال:'أقف اليوم أمامكم بكثير من التأثّر والامتنان، ضيف شرف في هذه المناسبة المميّزة، في صرح تربوي عريق هو الجامعة اليسوعية في بيروت، بمناسبة حفل توزيع الشهادات. بصفتي وزيراً للإعلام، ولكن أيضاً كمواطن مؤمن بقدرات الشباب اللبناني، يشرفني أن أتوجه إليكم، أنتم خرّيجو عدد من كليات الجامعة ومعاهدها، من الآداب، إلى العلوم الإنسانية، إلى التربية والعلوم الاقتصادية، الترجمة، العمل الاجتماعي، الإعلام، والعلوم الدينية، تمثّلون معاً فسيفساء غنية من المعارف والثقافات والاختصاصات. واليوم، أنتم تُجسّدون الأمل بوطن لا يستسلم'.
أضاف:'أنتم فخر عائلاتكم، وأساتذتكم، وجامعتكم. ولكنكم، قبل كل شيء، وعدٌ صادق بأن لبنان لا يزال يؤمن بشبابه، رغم كل ما مرّ ويمرّ به من أزمات وصعوبات. ندرك جميعاً الظروف القاسية التي عايشتموها خلال مسيرتكم الجامعية: أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حالة عدم استقرار طويلة، وشكوك متكرّرة حيال المستقبل. ومع ذلك، أنتم هنا اليوم. أنجزتم، وتخرّجتم. وهذا الإنجاز يوازي في قيمته أرفع الأوسمة. لقد تخطّيتم المحن والتحديات، أحياناً بتضحيات شخصية أو عائلية كبيرة. ولكنكم اخترتم درب العلم، والإرادة، والمثابرة. وأنتم اليوم الدليل الحيّ على أن المعرفة والالتزام قادرتان على هزيمة الصعاب'.
وتابع مرقص:'أحيي من هذا المنبر الجامعة اليسوعية، التي منذ عام 1875 تواصل أداء رسالتها في تكوين أجيال كان لها – ولا تزال – دور محوري في بناء لبنان. لقد حافظت هذه المؤسسة على التميّز الأكاديمي، والصرامة الفكرية، وروح الانفتاح، إلى جانب رؤية إنسانية وجامعة تنبض بقيم مجتمعنا. شهادتكم اليوم ليست مجرّد وثيقة علمية، بل هي فعل إيمان. إيمان بأنفسكم، بمؤسستكم التربوية، وبوطنكم الذي قد يهتز، لكنه لا يسقط'.
وتوجه مرقص إلى الخريجين قائلاً:'أمنيتي الصادقة أن تضعوا كفاءاتكم في خدمة لبنان. نحن بحاجة إلى أفكاركم، إلى طاقاتكم، إلى مبادراتكم. بلدنا بحاجة إلى مهنيين يتمتعون بالأخلاق، بالمسؤولية، بالروح النقدية والإبداع. وأينما حللتم، نعلم أنكم ستجعلوننا فخورين بكم.أدعوكم إلى حمل راية الحوار، والحرية، والمسؤولية. فالمعرفة تُغيّر المجتمعات، وأنتم اليوم حملة هذه الرسالة. المستقبل أمامكم، وأداتكم هي الإبداع، وطريقكم هو الابتكار. حافظوا على الفكر النقدي الذي غرسته فيكم الجامعة. كونوا منفتحين، منصتين، قادرين على النقاش البنّاء. دوركم محوري في إعادة النظر بالنماذج السائدة، وفي الدفاع عن كرامة الإنسان، عن البيئة، وعن السلام'.
وختم:'باسم وزارة الإعلام، أقدّم لكم تهنئتي الحارّة، ويسرّني أن أعلن أمامكم أن أبواب الإعلام العام ستكون مفتوحة أمام الراغبين منكم بالتدريب أو بالمشاركة في التعبير عبر منصات 'الوكالة الوطنية للإعلام'، 'تلفزيون لبنان'، إذاعة لبنان' و'دائرة الدراسات والبحوث' . كما أوجّه تحية تقدير لأهلكم، ولأساتذتكم، ولكل من وقف إلى جانبكم خلال هذه الرحلة. بلدنا يمرّ في ليل طويل. لكن هذا المساء، من خلالكم، أرى في سمائه نجوماً مضيئة كثيرة. لبنان بحاجة إليكم، اليوم وغداً. ألف مبروك، مع خالص تمنياتي لكم بمسيرة ناجحة وواعدة. شكراً لكم، وكل التقدير، وإلى الأمام'.
ثم تم تكرم الوزير مرقص حيث تسلّم من دكاش ميدالية الذكرى الـ150 للجامعة.
شاغوري
بعد ذلك تجدث عضو مجلس إدارة مجموعة شاغوري وشقيق الراحل رامز ج. شاغوري السيّد كريستوف شاغوري باسم مؤسسة شاغوري فقال إنّ أخاه 'كان محباً للكلمة، شغوفاً بالمعرفة، مؤمناً بدور التعليم في صناعة الإنسان'.
وأضاف: 'هذا الاسم ليس مجرد تكريم، بل وعدٌ بالذاكرة، والتجذّر، والاستمرارية.'
وأشاد بجهود الطلاب الذين تابعوا دراستهم رغم الأزمات الصحية والاقتصادية، قائلًا:'أنتم هنا اليوم، واقفون، مستعدّون للتفكير، للعمل، ولصياغة المستقبل.'
وتسلّم بدوره ميدالية الذكرى الـ150 للجامعة.
كلمات الخريجين وأداء القسم
وأثنت ، ممثلة اتحاد جمعيات الخريجين جومانا حبيقة، على إصرار الطلاب ودعتهم إلى الاستمرار في الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية، قائلة:'التعليم مسؤولية لا تتوقف. استخدموا معارفكم لبناء مستقبلٍ مزدهر ومسؤول.'واقتبست من الفيلسوف جان جاك روسو قوله:'الإنسان قابل للتحسّن. كونوا متميّزين.'
أما كلمة الطلاب، فألقاها بيار مدوّر من كلية العلوم الدينية، وجاءت غنية بالفكر والبعد الإنساني، وقال فيها:'الجامعة لم تُعطِنا شيئاً ملموساً، بل قدّمت لنا كل شيء: نظرة جديدة إلى الإنسان بوصفه مركز كل معرفة.'
وختم كلمته بتحية للأساتذة قائلاً:'في هذا المكان، كان التعلم فعل رجاء، وكان التفكير وفاء. إن كنا اليوم نؤمن أنّ الإنسان أعظم، فذلك لأنّكم، أيها المعلّمون، آمنتم بنا قبل أن نؤمن بأنفسنا.'
الختام وتوزيع الشهادات
وتوالى بعد ذلك أداء القسم من كل من ماريا صوما باسم طلاب ELFS، سارة أبو جودة باسم طلاب ILE، غادة سعولي من كلية العلوم الدينية، التي أدّت قسم النزاهة العلمية في الدكتوراه.
وفي ختام الحفل، تمّ توزيع الشهادات على الخريجين وسط تصفيق الحضور وأجواء يملؤها الاعتزاز والفخر والتأثّر.