الأهل المساعد الأول في عمليّة تطوير مهارات الاولاد

الاعتماد على الذات اساس تكوين الشخصية مصحوبا بالوعي والادراك والتفهم. طبعا كل شيء نسبي والاهل هم المساعد الاول والمرشد الاكبر في عملية تطوير مهارات الاولاد، واعتمادهم على انفسهم. وهذه المساعدة النابعة من محبة فطرية مجردة، تتطلب مسؤولية مشتركة بين الام والاب من جهة والولد من جهة اخرى.

تعليم الولد على ارتداء ثيابه وتناول طعامه بمفرده والاستحام، مهام تقتضي الصبر والتشجيع من قبل الام. فابن اربع السنوات يجب اخذ المبادرة بنفسه، لكن عشوائية تصرفه تحتم على الام البقاء الى جانبه وارشاده الى خطوات صحيحة ليسير بموجبها لاحقا.

الاستحمام: ابن ثلاث السنوات يجد متعة في الاستحمام، ويفضل القيام بهذه المهمة بمفرده. اتركيه يغتسل وحده – ولو نظف كل المكان لا بأس، لان تشجيعك يمنحه الثقة ويعزز صورة 'الانا' عنده. ولا بد للحوادث (كالانزلاق او ما شابه) من ان تصحب تحرك الولد في غرفة الاستحمام.

من هنا تجب مراقبته ومساعدته بحذر وحنان لتحميه من اخطار هو بغنى عنها ولم يدركها بعد.

تنظيف الاسنان ابن اربع السنوات قادر ان ينظف اسنانه بمفرده بعد ان ترشديه الى الاسس العلمية الصحيحة للمحافظة على اسنانه سليمة ونظيفة. علميه ان النظافة اهم من اللهو بمعجون الاسنان او 'الغرغرة' وتأكدي من انه يقوم بالمهمة على اكمل وجه. اياك ان تعامليه بعنف او تصرخي بوجهه ان اطال مدة تنظيف اسنانه، لانك تتسببين بالاحراج وتحفزين مشاعر القلق في نفسيته.

اداب المائدة: خلال العام الرابع من عمره يتعرف الولد الى كيفية استعمال الشوكة والسكين والملعقة بطريقة صحيحة. اي ان ابن اربع السنوات يتعرف ويتعلم اصول اداب المائدة. الا ان معرفته الصغيرة لا تخلو من المفاجآت في ما يختص بسكب الماء في الكوب، وبخاصة اذا كان الابريق ثقيل الوزن.

الطريقة الصحيحة هي ترك الولد ليمارس الاتكال على نفسه ويختار الاطعمة في الاطباق بنفسه، على ان يتم ذلك بالطبع تحت اشرافك ومساعدته.

ارتداء الثياب: ارتداء الثياب يوقظ دهشة وحشرية ابن ثلاث السنوات فهو يحب ان يفك ازرار بنطلونه الصغير ويرتديه ويختار الوان ثيابه. البعض يعرف الفرق بين وجهي البلوزة (من الامام او الوراء).

لكن الاكثرية بعمر ثلاث السنوات لا تعرف التمييز، لذا ساعديه وعلميه كيف يميز بين مقدمة البلوزة والجهة الخلفية منها، وعلميه ارتداء جواربه وانت تسهّلين طريقة طيها.

ساعديه مرات عديدة لينتعل حذاءه بطريقة صحيحة ثم راقبيه بعدها وهو ينتعله وحده.

الدخول الى الحمام: كل الاولد بعمر اربع السنوات يعرفون تماما اصول استعمال غرفة الحمام، الا ان هذا لا يمنع من حصول مفارقات مثل صعوبة فك سحابة البنطلون او صعوبة رفع السروال. لذا فان مساعدتك ووجودك بقربه امر لا بد منه خصوصا لتذكيره بغسل يديه بعد كل مرة يدخل الحمام، فالنظافة اهم امر يتعلمه الولد!

معالجة عدائيته وعناده بصبر. يتميز الاولاد بعدائية وعناد هما دليل عافية ونمو فكري ونفسي واكثرية حالات العدائية ونمو فكري ونفسي تحصل ضد الكبار في السن وبالاخص الاهل، عند اصرار الولد على الاكل بنفسه او الاغتسال وحده دون مساعدة او مراقبة الام له واكثر من هذا هناك اوقات يمر خلالها الولد ويرفض كل ما تعمله فينقضه تماما. كالحاجة الى امه لاطعامه او لرفع سرواله... في مواجهة هكذا تصرف على الام ان تتعلم الصبر وتتفهم بعمق افكار ابنها الصغير فلا تنهره، او تعنفه او تتركه وشأنه بدون مساعدة لانها بذلك تعلمه العناد وتقوي فيه روح العدائية والمشاكسة، فمن واجبها المساعدة بكل هدوء وتفهم. اذ ان هناك فترات يمر بها الكبار في السن، يتمنون لو يتلقون المساعدة من احدهم لجهة تحضير الطعام او القيام بمهام منزليه او عملية متعددة. فلماذا لا تضع الام نفسها مكان ابنها فتساعده بدون عناده!

ان مساعدة الام وعطاءها يستمران ما دامت هي على قيد الحياة. لذا من واجبها الا تتأفف او تتذمر، بل عليها ان تذكر ابنها الذي سبق له واتكل على نفسه بفعلته السابقة انها ستساعده الان اليوم فقط، وتذكره بانه قادر على القيام بكامل واجباته من دون مساعدة وسيعيد الولج حتما النظر بتصرفه ويرجع الى سابق عهده.

ان الاولاد هم ثمرة الانسان والحياة يتطلبون الصبر والمحبة العميقة لينموا بعافية فكرية ونفسية وجسدية – لذا لا تبخلي باغداق الرعاية والصبر على اولادك كيلا يقعوا في متاهات العدائية والعناد وعدم الاتكال على الذات. علميهم منذ الصغر ان يتصرفوا ويفكروا بهدوء وصبر يقيانهم من الكثير من مشكلات المجتمع لاحقا. علميهم ان الاخلاق والقيم تأتي في المرتبة الاولى ثم تتبعها الامور العملية الاخرى فتؤمني بناء جيل واع، متحرر من العقد والهواجس التي تنمو بذورها منذ الطفولة.