اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة النهار اللبنانية
نشر بتاريخ: ٢٧ أذار ٢٠٢٤
تألق النجم اللبناني نيقولا معوّض، هذا الموسم الرمضاني، من خلال مشاركته في العمل التاريخي المصري 'الحشاشين'، الذي يرصد السيرة الذاتية لحسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين في القرن الحادي عشر الميلادي، إذّ يجسّد فيه شخصية الشاعر والعالم عمر الخيّام، ما مثّل أمامه الكثير من التحديات، لتقديمها بهذه الصورة التي نالت إعجاب متابعي العمل منذ عرض أولى حلقاته.
نيقولا، كشف في مقابلة خاصة لـ'النهار' عن تفاصيل مشاركته في هذا العمل التاريخي، فكان من الممكن أنّ يكون بعيداً عن بطولته لولا أن تغيّرت خريطة عرضه لصالحه، فأوضح قائلاً: 'عندما عُرِضت عليّ المشاركة في 'الحشاشين' العام الماضي كنت وقتها مشغولاً في تصوير مسلسل 'الثمن'، فكان من الصعب عليّ أن أجمع بين العملين في آن واحد، فكان مخططاً للحشاشين أن يُعرض في الموسم الرمضاني الماضي وليس الآن... وبالفعل حزنت لاعتذاري عن عدم المشاركة به... لكن فوجئت بتأجيله للعالم الحالي، وبعد تجديد عرضه عليّ لم أفكر ووافقت على الفور'.
استعدادات الشخصية التاريخية، قد تكون مرهقة للكثير من الفنانين، لا سيّما أنّهم يحتاجون لدراستها جيّداً ومعرفة تفاصيل حياتها حتى يتمكن من إقناع الجمهور بأدائه، ويكون أقرب لتفاصيل الحكايات التي سمعوا عنها حول هذه الشخصية، لكن الأمر كان مختلفاً لنيقولا، فكان بسيطاً، فأوضح تفاصيل ذلك: 'من قبل عرض الدور عليّ وأنا من محبي عمر الخيام، وقرأت عنه كثيراً، لكن في الحقيقة ورق الكاتب عبدالرحيم كمال، يساعدنا كممثلين من حيث توفير التفاصيل كافة فلا نحتاج إلى العودة إلى مصادر أخرى، كما أنّني أعجبت برغبته في إبراز جوانب أخرى بشخصية الخيام، بعيداً عن معرفتنا به كعالم رياضيات عظيم وشاعر من أجمل ما يكون، لكن في الحقيقة هذه الشخصية كانت غير راضية عن حياتها ويشعر بأنّه سيموت دون أن يكون شخصاً مؤثراً، فرغبت بأن أوضح هذا للجمهور ويصادف أنّها تكون رؤية المؤلف نفسها، فرغم وجود مرجعيات تاريخية كثيرة عن عمر الخيام، لكن كان من الممكن الاكتفاء بقراءة ما كتبه كمال'.
جذب نيقولا، الجمهور بطريقته السلسة في إلقاء الشعر باللغة العربية الفُصحى، فكان متمكناً من أدواته اللغوية والنحوية بشكل واضح لمتابعي العمل، وعن أسباب نجاحه في هذه الناحية قال: 'العمل بشكل عام لم تواجهني أي صعوبات فيه، لا سيّما إلقائي الشعر، فأنّا تخرجت في المسرح، وقدمت في لبنان عروضاً مسرحية باللغة العربية الفُصحى، فالأمر بالنسبة لي ليس صعباً، وفي الأساس أنا من مُحبي اللغة العربية والنطق بها'.
بمناسبة الحديث عن اللغة العربية الفصحى، وتمكنه من تقديم مشاهد إلقاء الشعر بها، هل اتفق مع الرؤية النقدية للعمل التي ارتأت أنّه كان من الأفضل تقديمه باللغة العربية بدلاً من العامية المصرية، فرغم حبه للحديث بالفصحى، لكنّه رأى عكس ذلك إذ أكد أنّ المسلسل مصنوع في مصر، فمن المنطقي أنّ يُخاطب الجمهور المصري، مستنكراً غضب البعض من ذلك، فكان عليهم أن يسعدوا بذلك.
ردود أفعال قوية تلقاها النجم اللبناني، حول شخصية عمر الخيام، وهو ما كشف عنه تفاصيلها قائلاً: 'تجربتي في الحشاشين في الحقيقة رائعة وأعتبرها أشبه بأعمال السينما العالمية، وهذا ما لمسته من رد فعل الجمهور وأصدقائي حول العمل ففوجئت بعد عرض أولى حلقاته بانبهارهم به، ولي أصدقاء لا يشاهدون أعمالاً عربية، انجذبوا لمتابعته وأكدوا لي أنّهم يشعرون وكأنهم يشاهدون عملاً عالمياً وليس مصرياً عربياً'.
أجواء تصوير رائعة ومحببة إلى قلب نيقولا معوض، لا سيّما أنّها كانت مع المخرج بيتر ميمي، الذي كان يرغب في التعاون معه في أي عمل فني، فضلاً عن اكتشافه جوانب إنسانية رائعة في بطل العمل كريم عبدالعزيز، وفتحي عبدالوهاب، فتحدث عنهم قائلاً: 'بيتر من المخرجين المصريين الذين كنت أرغب في العمل معهم، واستمتعت كثيراً بحماسته للتجربة واهتمامه بأدق التفاصيل، فكان من الممكن أن نحصل على راحة لكنّه يعمل طول الأربع وعشرين ساعة ودقيقاً بصورة ملحوظة، أما عن كريم عبدالعزيز وفتحي عبد الوهاب، فهما من أروع الشخصيات التي تعاونت معها وأثبتا لي بالفعل أنّ الفنان يكون إنساناً أمام وخلف الكاميرا لا يمكنه الفصل بين هذين العالمين، لذا كانت أجواء التصوير معهما رائعة وأعتبرهما من أفضل الشخصيات التي تعاملت معها'.
وأخيراً أشاد، معوض، بحرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المنتجة للمسلسل، على عدم بخلها في دعمه وتمويله حتى يخرج بهذه الصورة العالمية، موجهاً الشكر لطاقم العمل سواء خلف الكاميرا أو أمامها، مؤكداً أنّ المسلسل لولا هذه الجهود الجماعية لما شاهده الجمهور بهذا المستوىفوقالرائع.