اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
د. حمد الكواري:
من قطر عزاءٌ واحدٌ لأبناءٍ في القلب جميعا
كلُّ شبابِ قطرَ أعزّةٌ علينا، فهم بناةُ حاضرِها وأملُ مستقبلِها، نراهم بعينِ المساواة، ونُحبّهم بمشاعرِ الأبوةِ والإخاء.
فـ قطرُ ليست دولةً فحسب، بل عائلةٌ واحدةٌ كبرى، يجمعها الإيمانُ والمصير، وتتآزرُ كما تتآخى، فإذا مسّ أحدَها ضرٌّ، تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى.
ويحزننا اليومَ أن نودّعَ ثلاثةً من خيرةِ شبابِنا:
الشيخ سعود بن ثامر آل ثاني، وعبدالله بن غانم الخيارين، وحسن بن جابر الجابر،
رحلوا في ريعان العمر، فخسرتهم القلوب قبل أن تفقدهم العيون، وغابوا عنّا بأجسادهم، لكنّ سيرتهم العطرة ستبقى حاضرة في ذاكرة الوطن.
لقد عمّ الحزنُ كلَّ بيتٍ في قطر، وارتجفت قطر كما ترتجفُ الأمُّ لفقدِ أبنائها،
فالجرحُ واحد، والمصابُ مشترك، والدعاءُ واحدٌ يرفعه الجميع إلى رب السماء.
وعزاؤنا الكبير نرفعه إلى قائد الوطن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله وأطال في عمره،
وإلى الأسرة الحاكمة الكريمة، وإلى أسرتي الخيارين والجابر العزيزتين، وإلى كلّ بيتٍ قطريٍّ يشارك في هذا الفقد الجلل.
نسألُ الله أن يتغمّد أبناءنا بواسع رحمته، وأن يُسكنهم فسيح جنّاته، وأن يُلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء، ويجبر كسرَ القلوب المفجوعة، ويعوّض الوطن بهم خيرًا.
ونحسبهم بإذن الله من الشهداء الذين قال فيهم ربّهم:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾