اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
في إطار شهر التوعية حول سرطان الثدي، نظّمت جمعية مشوار لبنان بالتعاون مع بلدية ميفوق – القطارة ومنطقة الخاربة، وبرعاية من وزارتي السياحة والزراعة والدفاع المدني اللبناني، نشاطًا وطنيًا – بيئيًا – صحيًا – رياضيًا بعنوان:
“نركض ونمشي بالأمل… لنُزهر بالحياة”، شارك فيه أكثر من 180 عنصرًا من الدفاع المدني اللبناني، و 20 عنصرًا من الجيش اللبناني، إلى جانب ما يزيد عن ٣٥٠ مشاركًا من المدنيين، والمنظّمين الأساسيين من جمعية مشوار لبنان، والطاقم الطبي، وأعضاء المجلس البلدي، وشباب جذور ورؤيا الشبابية.
انطلقت الفعالية منذ الصباح الباكر بتسجيل المشاركين وإطلاق حملات التوعية الصحية، حيث خُصّصت نقاط للاستشارة والفحوصات الطبية، بالتعاون مع الأطباء، والممرضين، والمسعفين، وطلاب الطب المتطوعين، وبمشاركة الهيئات الطبية والمستشفيات ومراكز العلاج والرعاية الصحية، التي وفّرت فحوصات مجانية أو بأسعار رمزية دعمًا للحملة الإنسانية.
تضمّن النشاط شهادةً حياةً مؤثّرةً ألقتها إحدى الناجيات من مرض السرطان، تلتها كلمة ترحيبية ألقتها رئيسة جمعية مشوار لبنان السيدة هلا القسيس، التي عرضت أهداف الجمعية ورسالتها في ربط الإنسان ببيئته ومجتمعه، وتعزيز مفهوم السياحة البيئية والصحية المستدامة كرافعة للتنمية المحلية والوعي المجتمعي.
وحضر النشاط ممثلو وزارات وبلديات، وفاعليات رسمية وأمنية، تقدّمهم ممثلو وزيرة السياحة السيدة لورا خازن لحود، ووزير الزراعة المهندس نزار هاني، ومدير عام الدفاع المدني العميد الركن عماد خريش، و ممثل قائد الجيش العميد الركن سابا الهاشم، إلى جانب شخصيات سياسية وروحية واجتماعية وإعلامية.
وفي كلمته بالمناسبة، شدّد العميد الركن خريش على أنّ مشاركة الدفاع المدني في هذا النشاط تأتي في إطار المسؤولية الوطنية تجاه المجتمع، مؤكدًا أن بناء الدولة لا يتحقق إلا بتكاتف الإدارات الرسمية والمجتمع المدني، وأن هذا التعاون يشكّل نموذجًا ناجحًا لما يمكن أن يُحققه العمل المشترك من نتائج ملموسة تصبّ في خدمة المواطن.
ولفت خريش إلى أنّ الوقاية تسبق العلاج، وأنّ الكشف المبكر – سواء في المجال الصحي أو في مواجهة الأزمات والكوارث– هو السبيل الأمثل لمعالجة المشكلات في بداياتها قبل تفاقمها، مشيرًا إلى أن ما يقوم به الدفاع المدني من جهود متواصلة في هذا الإطار يندرج ضمن رسالته في تعزيز ثقافة الوقاية والحفاظ على السلامة العامة.
كما نوّه العميد الركن خريش بأهمية هذه المبادرات التي تجمع بين الرياضة والطبيعة والصحة العامة، مشيدًا بتعاون الوزارات والبلديات والجمعيات في إنجاح هذا الحدث الذي يعكس روح التضامن المجتمعي، مؤكّدًا أن الدفاع المدني سيبقى دائمًا إلى جانب المواطنين في كل ما يتعلّق بالسلامة العامة والوقاية، وفي كل ما يخدم بناء دولة قائمة على التكافل والمسؤولية المشتركة..
كما ألقى رئيس بلدية ميفوق – القطارة الدكتور بشير إلياس كلمةً رحّب فيها بالحضور والمشاركين، مؤكدًا على أهمية الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، وداعيًا إلى جعل الوعي الصحي نهجًا مستدامًا في كل بلدة لبنانية، حفاظًا على حياة النساء ودعمًا لأسرهنّ ومجتمعهنّ.
تلاها الخطاب التحفيزي للمدرّب حبيب خطّار الذي شدّد على قوة الإرادة والأمل في مواجهة المرض والتحديات اليومية، داعيًا الحضور إلى تحويل الألم إلى طاقة إيجابية وإيمان بالحياة.
ثم عُرض (فيديو) مؤثر من داخل أحد المستشفيات أعدّته وقدّمته المدرّبة بشرى سيلاني (Life Coach)، تضمّن رسائل حيّة من مرضى السرطان مليئة بالعزيمة والإيجابية والابتسامة رغم الألم، فحرك مشاعر الحضور وغمر القاعة بتصفيقٍ مؤثرٍ ومفعمٍ بالأمل
كما شارك عدد كبير من الأطباء و المسعفين في تقديم الاستشارات والفحوصات الصحية المجانية، إلى جانب مختصين في علم النفس والعلاج البدني والتغذية، مساهمةً في نشر الوعي حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي وسبل الوقاية والعلاج والعناية بالجسد والنفس.
تخلّل الحدث فقرات رياضية وثقافية وبيئية، ومسارًا للمشي والركض بين طبيعة ميفوق والقطارة والخاربة، وصولًا إلى زرع شجرة أرزٍ رمزية في ساحة بلدية ميفوق – القطارة، تخليدًا لرسالة الحياة والأمل التي أرادتها الجمعية من هذا اليوم.
واختُتم النهار بحفل توزيع الجوائز على الفائزين والمشاركين، وتكريم الداعمين والشركاء الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث الوطني الجامع.
وأكدت القسيس في ختام الفعالية أن “مشوار لبنان” سيبقى جسرًا يربط الإنسان بأرضه، ويحوّل كلّ نشاط إلى مبادرة حياة وأملٍ واستدامةٍ، داعيةً إلى استمرار التعاون بين الوزارات والمؤسسات العسكرية والمدنية والمجتمع الأهلي لترسيخ مفهوم الصحة، والبيئة، والوعي كعناصر أساسية في بناء وطنٍ متجددٍ بالحياة.