لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
يُعدّ الفِيكالوجرام Fécalogrammeفحصاً مخبرياً متقدّماً يهدف إلى تحليل مكوّنات البراز بدقة للكشف عن أي اضطرابات في الجهاز الهضمي، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من إسهال مزمن أو مشاكل هضمية غير مفسّرة. يُجرى هذا الفحص عادة بعد فحوصات أخرى مثل التنظير أو التصوير بالأشعة، ويُعتبر خطوة ثانية لتشخيص الحالات المعقّدة التي تتطلّب فهماً أعمق لوظائف الجهاز الهضمي.
فحص شامل لتقييم وظائف الجهاز الهضمي
يتميّز الفِيكالوجرام بكونه اختباراً شاملاً، إذ يتطلّب جمع البراز خلال فترة تمتد من 24 إلى 72 ساعة للحصول على عيّنة دقيقة تمثّل النشاط الهضمي الكامل. ويشمل التحليل دراسة مظهر العيّنة من الناحية الماكروسكوبية (الكمية، القوام، اللون) والمجهرية، إضافة إلى قياس مستويات مكوّنات رئيسية مثل الماء، الدهون، البروتينات، والكربوهيدرات.
تتيح هذه النتائج للطبيب رؤية شاملة لوظائف الجهاز الهضمي، وتحديد ما إذا كان المريض يعاني من فقدان غير طبيعي للعناصر الغذائية أو من خلل في امتصاصها. كما يُمكن أن تساعد مؤشرات الالتهاب التي تظهر في التحليل على الكشف عن وجود التهابات معوية أو اضطرابات في جدار الأمعاء.
أداة دقيقة لتحديد أسباب الإسهال المزمن
يُستخدم الفِيكالوجرام بشكل أساسي للبحث عن أسباب الإسهال المزمن، إذ يساعد في التمييز بين الإسهال الناتج عن سوء الامتصاص أو نقص الإنزيمات الهضمية أو الالتهابات المزمنة. كما يمكن أن يشير إلى اضطرابات في عمل البنكرياس أو الكبد، أو إلى متلازمات معوية مثل داء الأمعاء الالتهابي.
ولا تقتصر أهميته على الحالات المرضية فحسب، بل يُستخدم أيضاً لتقييم الحالة الغذائية لدى بعض المرضى، خصوصاً بعد العمليات الجراحية المعوية أو في حالات فقدان الشهية الشديد، حيث يوفّر للطبيب معطيات دقيقة حول امتصاص العناصر الغذائية وحاجات المريض من الدعم الغذائي.
وبالتالي، يُعتبر الفِيكالوجرام فحصاً متخصصاً يُقدّم نظرة معمّقة على أداء الجهاز الهضمي، ويساعد الأطباء على فهم الأسباب الكامنة وراء اضطرابات الإسهال أو سوء الامتصاص. ورغم أنه ليس من الفحوصات الروتينية، يُعدّ خطوة أساسية في التشخيص الدقيق والعلاج الموجّه للعديد من الحالات الهضمية المعقّدة.