اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٢ نيسان ٢٠٢٥
بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الامارات العربية المتحدة صقر الغباش في بعبدا.
وأكد عون خلال اللقاء على تجذر العلاقات اللبنانية - الإمارتية في التاريخ، معربا عن الأمل في أن تفتح زيارته إلى الإمارات صفحة جديدة من العلاقات الثنائية. وعبر عن أمله وتفاؤله بالمستقبل، مشيرا إلى أنه لا يملك عصا سحرية بل كل التصميم والإرادة على تحقيق الإنجازات والانتقال بلبنان إلى ضفة الأمان والاستقرار، لافتا إلى «أن الأمن والقضاء هما معركتنا الأساسية لمكافحة الفساد ومحاربة الجريمة». وأعاد التأكيد على أن أي موضوع خلافي يجب أن يحل بالتواصل والحوار مع الآخر.
في بداية اللقاء، نقل الغباش لرئيس الجمهورية تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات وثقته وتقديره لشخصه وللبنان وحرصه على متابعة ما يتم من إعادة بناء الدولة كما ثقته بالحكومة اللبنانية. واعتبر «أن ما أنجز خلال الفترة القصيرة قياسا على الزمن يمثل نقلة نوعية ويثلج صدورنا ويطمئننا على لبنان وأهله بما نملكه من محبة وتقدير له ولشعبه».
وأضاف الغباش: «للبنان خصوصية في العالم العربي لجهة غناه وتنوعه الذي يميزه بين مختلف بلداننا العربية، ومحبة خاصة نظرا لطبيعته وقربه منا والجميع متشوق لهذا البلد. وصاحب السمو يؤكد دائما على وقوفه إلى جانب لبنان وشعبه ووحدته وعودته إلى الحضن العربي، والى جانب بناء الدولة الوطنية الجامعة بكل أطياف الشعب اللبناني».
واعتبر «أن خطاب القسم يضاف إلى الوثائق الأساسية في لبنان ليكمل الدستور واتفاق الطائف، كذلك الأمر بالنسبة للبيان الوزاري». وقال: «لقد وضعتم على أنفسكم عهودا، وأداؤكم وأداء الحكومة يؤكد أننا أمام عهد جديد. إن بناء الدولة ركيزته القانون، وقد أشرتم في ذلك في اول تعهد لكم، فالدول الناجحة هي دول القانون التي يطبق فيها على الجميع سواسية، مواطنين او غير مواطنين».
وشدد على أهمية الاستقرار والامن اللذين يعتبران اساس التنمية، «فإذا اطمأن رأس المال تتحقق التنمية»، معربا عن ثقته بأن لبنان مقبل على نقلة نوعية تحتاج إلى الوقت والحكمة والصبر في التعاطي مع الأمور.
ورد الرئيس عون فرحب بالغباش والوفد، مؤكدا تميز العلاقات اللبنانية - الإماراتية وتجذرها في التاريخ. وعبر عن اشتياق لبنان لعودة الإماراتيين إلى ربوعه، متمنيا «وضع ما حصل في السابق وراء ظهرنا والنظر إلى الأمام».
كما تحدث الرئيس عون عن التحديات على الحدود الشرقية، مشيرا إلى ان الأمور في الملف السوري إلى تحسن بعد زيارة رئيس الحكومة إلى سورية «حيث ستكون هناك متابعة من قبل لجان ثنائية للعديد من القضايا، ومنها مكافحة التهريب وضبط وترسيم الحدود وإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين».
أما في موضوع الجنوب، فأكد الرئيس عون «أن استمرار الاحتلال الاسرائيلي لخمس تلال لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش حتى الحدود. ونحن نسعى إلى معالجة الأمور بالطرق الديبلوماسية»، مؤكدا أن أي موضوع خلافي يجب أن يحل بالتواصل والحوار مع الآخر. وقال: «مهما كانت المواضيع سواء تتعلق بسلاح حزب الله أو التحديات الداخلية أو هيكلة المصارف أو الوضع المالي والاقتصادي يجب أن تعالج بالحوار الداخلي».
الى ذلك، حرك التصعيد السياسي حول السلاح وما قابله من عدوان إسرائيلي واسع، الاتصالات على مختلف المستويات لاحتواء أي محاولة لإخراج عجلة الدولة عن المسار الذي انطلقت به منذ بدء هذا العهد، في ظل تزايد التهديدات الإسرائيلية التي بلغت ذروتها الأيام الماضية، والتلويح بشن هجمات على لبنان ردا على اي تحرك عسكري.
وتواصل إسرائيل ضرباتها اليومية، وجديدها أمس استهداف سيارة في منطقة بعورتا قرب الدامور، ما أسفر عن سقوط حسين عطوي من «الجماعة الإسلامية». وقد نعته «الجماعة» بصفته «قياديا أكاديميا وأستاذا جامعيا».. واستهدف الطيران الإسرائيلي شاحنة نقل صغيرة عند أطراف بلدة الحنية في قضاء صور. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة شبعا. كذلك عمدت محلقة إسرائيلية إلى إلقاء قنبلة صوتية وسط بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. وبذلك تفرض إسرائيل «أمرا واقعا» على لبنان بجعله تحت دائرة حرب من جانب واحد تتحكم إسرائيل بإيقاعها وخريطتها الجغرافية دون أي رادع.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان الجانب اللبناني ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، يقوم بخطوات ثابتة لتنفيذ ما هو مطلوب منه خصوصا لجهة منع أي تحرك عسكري سواء في شمال الليطاني أو جنوبه.
وأضافت: «يعمل الجانب اللبناني كل جهد لبسط سلطة الدولة، وهي مصلحة لبنانية قبل ان تكون مطلبا دوليا، على رغم الخروقات الإسرائيلية التي تعرقل عمل الجيش اللبناني الذي يقدم التضحيات على طريق بسط سلطة الشرعية».
وأشارت المصادر إلى ان «بحث موضوع حصر السلاح بالأجهزة الشرعية يسير على قدم وساق.
توازيا، ذكرت مصادر مقربة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ «الأنباء»: «تسير الأمور وفق ما هو مخطط، وأن لبنان قد التزم بكل ما هو مطلوب وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، بالانتشار جنوب الليطاني وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده».
وأضافت: «في المقابل لم تلتزم إسرائيل بما هو مطلوب منها لجهة الانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية ووقف العدوان». وفيما يتعلق بشمال الليطاني وبقية المناطق، أكدت المصادر المقربة من بري «انه يجب ان تتم الخطوات في شكل متزامن من الجانبين، وخصوصا ان إسرائيل مطالبة بتحقيق ثلاثة أمور قبل المطالبة بسحب السلاح (الخاص بالحزب) كليا، وهي: الانسحاب الكامل حتى الحدود بما في ذلك التلال الخمس التي لاتزال تحتلها، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين لديها، ووقف كل الخروقات التي اقتربت من 3000 خرق منذ وقف إطلاق النار قبل 5 أشهر».
وفي الشأن البلدي، يواصل حزب «القوات اللبنانية» تأليف ودعم لوائح في المدن الكبرى في محافظة جبل لبنان. وللغاية، استقبل رئيس الحزب د.سمير جعجع في معراب بكسروان، المحامي أوغست قيصر باخوس المرشح لرئاسة بلدية الجديدة - البوشرية - السد في ساحل المتن الشمالي، في وجه لائحة قوية برئاسة جان أبوجودة مدعومة من «التيار الوطني الحر» والوزير السابق إلياس المر.