اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
كتب عمر البردان في 'اللواء'
يمضي العهد قدماً على طريق بناء دولة القانون والمؤسسات بخطى ثابتة وإن كانت بطيئة، لكنها حتماً تؤكد أن مسيرة قيامة الدولة القوية قد انطلقت بزخم. وما قرار الحكومة ببسط سيطرتها على كامل أراضيها، ومصادرة السلاح غير الشرعي، إلا بمثابة تأكيد على هذا التوجه الذي يحظى بدعم الداخل والخارج. وفي هذا الإطار يظهر بوضوح أن قرار تسلم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، قد بدأ يشق طريقه نحو التنفيذ في وقت لن يكون بعيداً، بعدما أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادة السياسية اللبنانية، التزام فصائل السلطة الوطنية الفلسطينية بقرارات الشرعية اللبنانية، في ما خص السلاح داخل المخيمات، وأن التعليمات أعطيت للفصائل التابعة لحركة 'فتح' ومن يدور في فلكها، بوجوب الالتزام الكامل بما تقرره الحكومة اللبنانية بشأن السلاح. وفي السياق عينه، فإن اتصالات بدأت بين السلطات اللبنانية وحركة 'حماس'، من أجل التوافق على خطوات تسليم السلاح الذي بحوزتها إلى الجيش اللبناني، في المخيمات أو في أي منطقة خارجها . كذلك فإن التعليمات أعطيت للجيش اللبناني بضرورة مصادرة أي سلاح في حوزة أي فصيل فلسطيني، سواء داخل المخيمات أو خارجها، في إطار ما سيتم التوافق عليه بين الطرفين اللبناني والفلسطيني . وقد كان كلام القيادي في 'فتح' عزام الأحمد واضحاً لناحية وجود اقتناع فلسطيني، بأن كل ما يطلبه لبنان على صعيد السلاح سينفذ، لأن القرار السلطة الفلسطينية موحد في مساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها على كامل أراضيها .
وتأتي خطوة حصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة اللبنانية، توازياً مع إجراءات تعزيز الروابط مع الأشقاء العرب، على طريق تأمين وسائل الدعم اللازمة لاستعادة لبنان عافيته السياسية والاقتصادية . وتحت هذا العنوان جاء إطلاق 'منتدى التبادل المعرفي الحكومي' التابع لوزارة شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة مع لبنان، في السرايا الحكومية برعاية وحضور رئيس الحكومة نواف سلام، وبمشاركة مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي عبد الله لوتاه والقائم بأعمال السفارة الاماراتية في لبنان فهد الكعبي مع وفد إماراتي من 'صندوق ابو ظبي للتنمية' ومن مكتب التبادل المعرفي الحكومي التابع لرئاسة الوزراء الاماراتية. وإذ أكد الرئيس سلام 'ان صندوق أبو ظبي للتنمية لعب دورا أساسيا في دعم لبنان منذ أواخر السبعينيات'، وأنه شريك موثوق في العديد من محطاتنا التنموية، فإنه أعلن ان لبنان بدأ بتنفيذ خطة طموحة للتعافي الاقتصادي والمالي'. ويأتي انعقاد هذا المنتدى، في سياق عودة الحضور الإماراتي والخليجي إلى لبنان، التزاماً بما قررته دول مجلس التعاون الخليجي تجاه لبنان، ترجمة للوعود التي تلقاها رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال زياراته الأخيرة لدول المجلس . وما يمكن أن تقوم به هذه الدول من خطوات إضافية على صعيد تمتين علاقاتها مع لبنان ،
ويحرص أهل الحكم في لبنان على إعادة ترتيب العلاقات لبنان مع الأشقاء والأصدقاء ، وما يمكن أن تقدمه الدول العربية من دعم للخروج من هذه المرحلة الشديدة الصعوبة، حيث جاءت زيارات الرئيس عون إلى دول الخليج، سعياً من أجل توفير مناخات إيجابية تساعد في تجاوب المسؤولين الخليجيين مع المطالب التي حملها معه رئيس الجمهورية، وتحديداً ما يتصل بالملف الاقتصادي . وقد وضع الرئيس عون قادة هذه الدول في أجواء ما يعانيه لبنان من أزمات على مختلف الأصعدة، وما يمكن لدول مجلس التعاون أن تقدمه من دعم، حتى يتمكن لبنان من تجاوز هذه المرحلة . ويبدو واضحاً من مسار المواكبة العربية للعهد الجديد، أن هناك استعداداً خليجياً لمساعدة لبنان، والوقوف إلى جانبه، لكن لا بد وأن يترافق ذلك مع ضرورة قيام لبنان بتنفيذ ما يجب عليه تنفيذه من إصلاحات اقتصادية ومالية، حتى يتمكن من الحصول على الدعم الخارجي الذي يريده .
وتؤكد في هذا الخصوص مصادر وزارية ل'موقع اللواء'، أن جولات رئيس الجمهورية على الدول الخليجية، تأتي في إطار إيصال رسالة أساسية مفادها، أن لبنان حريص على أفضل العلاقات مع دول مجلس التعاون، باعتبارها المدخل الأساسي لاستعادة لبنان عافيته، بعد الارتياح الذي ساد الأوساط الخليجية إثر انتخاب الرئيس عون. وقد أثمرت زيارة الرئيس عون، عن تنامي توجه لدى دول مجلس التعاون لدعم لبنان، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها. كذلك على رغبة هذه الدول في الايفاء بتعهداتها تجاه العهد الجديد. وهذا ما ظهر من خلال إجراءات إعادة تطبيع العلاقات مع لبنان، حيث يؤمل أن يصار إلى فتح صفحة جديدة مع أصدقاء لبنان الذين أبدوا استعداداً للوقوف مع الدولة الجديدة في لبنان . وفي هذا المجال يبرز اهتمام سعودي، في إطار مواكبة الرياض لإعادة وضع مسار العلاقات اللبنانية السورية على السكة، بعد توافق بيروت ودمشق على ضرورة المضي في تنقية العلاقات اللبنانية السورية من كل شوائب الماضي، والعمل على ترسيم الحدود البرية . وقد جاءت خطوة السلطات السورية تسليم المدعو أحمد نون، المتهم الأساسي في جريمة قتل مسؤول 'القوات اللبنانية' في جبيل باسكال سليمان، في إطار التأكيد على هذا التوجه السوري الجديد تجاه لبنان .